responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 25
[2]- فصل: جواذب الطبع كثيرة.
4- جواذب الطبع إلى الدنيا كثيرة، ثم هي من داخلٍ، وذكر الآخرة أمر خارج عن الطبع، ثم هي[1] من خارجٍ، وربما ظن من لا علم له أن جواذب الآخرة أقوى، لما يسمع من الوعيد في القرآن. وليس كذلك؛ لأن مثل الطبع في ميله إلى الدنيا كالماء الجاري، فإنه يطلب الهبوط؛ وإنما رفعه إلى فوق يحتاج إلى التكلف. ولهذا أجاب معاون الشرع: بالتغريب والترهيب يقوى جند العقل. فأما الطبع، فجواذبه كثيرة، وليس العجب أن يَغْلِبَ، إنما العجب أن يُغْلَبَ.

[1] في حاشية الأصل: كذا في النسختين، ولعله، ثم هو.
3- فصل: من عاين الأمور بعين بصيرته.
5- من عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها نال خيرها، ونجا من شرها، ومن لم ير العواقب، غلب عليه الحس، فعاد عليه بالأسلم ما طلب منه السلامة، وبالنصب[1] ما رجا منه الراحة.
وبيان هذا في المستقبل يتبين بذكر الماضي، وهو أنك لا تخلو أن تكون عصيت الله في عمرك، أو أطعته، فأين لذة معصيتك؟! وأين تعب طاعتك؟!
هيهات، رحل كل بما فيه، فليت الذنوب إذا تَخَلَّتْ خَلَّتْ!
6- وأزيدك في هذا بيانًا: مثل ساعة الموت، وانظر إلى مرارة الحسرات على التفريط، ولا أقول: كيف تغلب حلاوة اللذات؟! لأن حلاوة اللذات استحالت حَنْظَلًا[2]؛ فبقيت مرارة الأسى بلا مقاوم، أتراك ما علمت أن الأمر بعواقبه؟! فراقب العواقب تسلم، ولا تمل مع هوى الحس فتندم.

[1] النصب: التعب.
[2] الحنظل: نبات بري من فصيلة القرع ثمرته في حجم البرتقالة ولونها، فيه لب شديد المرارة.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست