اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 234
وما أحسن ما قال هذا! فإنه ما وضع التكليف إلا على خلاف الأغراض، وقد يخرج صاحبه إلى أن يعجز عن الصبر، فالجاهل الأحمق من تقاوى، أو من يسأل البلاء، كما قال ذلك الأبله: فكيفما شئت؛ فاختبرني!!
161- فصل: السعيد من ذل الله
717- والسعيد من ذل لله، وسأل العافية؛ فإنه لا يوهب العافية على الإطلاق؛ إذ لا بد من بلاء، ولا يزال العاقل يسأل العافية، لتغلب على جمهور أحواله، فيقرب الصبر على يسير البلاء.
718- وفي الجملة: ينبغي للإنسان أن يعلم أنه لا سبيل إلى محبوباته [خالصة] ؛ ففي كل جرعة غصص، وفي كل لقمة شَجًى1:
وكم من يعشق الدنيا قديمًا ... ولكن لا سبيل إلى الوصالِ
719- وعلى الحقيقة، ما الصبر إلا على الأقدار، وقل أن تجري الأقدار إلا على خلاف مراد النفس.
فالعاقل من دارى نفسه في الصبر بوعد الأجر، وتسهيل الأمر، ليذهب زمان البلاء، سالمًا من شكوى، ثم يستغيث بالله تعالى سائلًا العافية.
فأما المتجلد[2]، فما عرف الله قط. نعوذ بالله من الجهل به، ونسأله عرفانه، إنه كريم مجيب.
1 الشجى: ما اعترض في الحلق فأعاق البلع. [2] قاسي القلب.
162- فصل: الاقتداء بصاحب الشرع
720- الجادة السليمة والطريق القويمة: الاقتداء بصاحب الشرع، والبدار إلى الاستنان به، فهو الكامل الذي لا نقص فيه.
721- فإن خلقًا كثيرًا انحرفوا إلى جادة الزهد، وحملوا أنفسهم فوق الجهد،
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 234