responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 233
159- فصل: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
715- وقع بيني وبين أرباب الولايات نوع معاداة لأجل المذهب، فإني كنت في مجلس التذكير أنصر[1]: أن القرآن كلام الله، وأنه قديم، وأقدم أبا بكر، وأتفق على أرباب الولايات من يميل إلى مذهب الأشعري، وفيهم من يميل إلى مذهب الروافض، وتمالئوا علي في الباطن. فقلت يومًا في مناجاتي للحق سبحانه وتعالى: سيدي! نواصي الكل بيدك، وما فيهم من يقدر لي على ضر، إلا أن تجربه على يده. وأنت قلت سبحانك: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 102] . وطيبت قلب المبتلي بقولك: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} [التوبة: 51] .
فإن أجريت على أيدي بعضهم ما يوجب خذلاني، كان خوفي على ما نصرته أكثر من خوفي على نفسي، لئلا يقال: لو كان على حق ما خذل.
وإن نظرت إلى تقصيري وذنوبي، فإني مستحق للخذلان، غير أني أعيش بما نصرته من السنة، فأدخلني في خفارته[2]. وقد استودعني إياك خلق من صالحي عبادك، فإن لم تحفظني بي، فاحفظني بهم.
سيدي! انصرني على من عاداني، فإنهم لا يعرفونك كما ينبغي، وهم معرضون عنك على كل حال. وأنا على تقصيري إليك أنسب.

[1] في الأصل: "أنظر"، وهو تصحيف.
[2] خفارته: حفظه.
160- فصل: الأحمق يتقاوى على الله
716- روي عن الحلاج الصوفي[1] أنه كان يقعد في الشمس في الحر الشديد، وعرقة يسيل؛ فجاز به بعض العقلاء، فقال له: يا أحمق! هذا تقاوٍ[2] على الله تعالى.

[1] الحسين بن منصور، ظهرت منه أشياء أنكرها عليه الفقهاء والصوفية جميعًا، استتيب فلم يرجع، فقتل سنة "309هـ".
[2] تطاول.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست