responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 213
141- فصل: على الإنسان ألا ينافس بلذات الدنيا
658- والدنيا في الجملة معبر؛ فينبغي للإنسان ألا ينافس بلذاتها، وأن يعبر

140- فصل: الحق عز وجل أقرب إلى عبده من حبل الوريد
656- الحق عز وجل أقرب إلى عبده من حبل الوريد؛ لكنه عامل العبد معاملة الغائب عنه، البعيد منه، فأمره بقصد بيته، ورفع اليدين إليه، والسؤال له.
فقلوب الجُهَّالِ تستشعر البعد، ولذلك تقع منهم المعاصي، إذ لو تحققت مراقبتهم للحاضر الناظر، لكفوا الأكف عن الخطايا، والمتيقظون علموا قربه، فحضرتهم المراقبة، وكفتهم عن الانبساط.
ولولا نوع تغطية على عين المراقبة الحقيقية، لما انبسطت كف بأكل، ولا قدرت عين على نظر. ومن هذا الجنس: "إنَّهُ لَيُغَانُ عَلى قَلْبِي"[1].
وَمَتَى تحققت المراقبة، حصل الأنس؛ وإنما يقع الأنس بتحقيق الطاعة؛ لأن المخالفة توجب الوحشة، والموافقة مبسطة المستأنسين، فيا لذة[2] عيش المستأنسين! ويا خسارة المستوحشين!
657- وليست الطاعة كما يظن أكثر الجهال أنها مجرد الصلاة والصيام، إنما الطاعة الموافقة بامتثال الأمر، واجتناب النهي، هذا هو الأصل والقاعدة الكلية. فكم من متعبد بعيد؛ لأنه مضيع الأصل، وهادم القواعد بمخالفة الأمر، وارتكاب النهي، وإنما المحقق من أمسك ذؤابة[3] ميزان المحاسبة للنفس، فأدى ما عليه، واجتنب ما نهي عنه، فإن رزق زيادة تنفل؛ وإلا لم يضره. والسلام.

[1] رواه مسلم "2702" عن الأغرّ المزني، وتمامه: " ... وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة" ومعنى "يغان على قلبي" أي: يغشاه من السهو ما لا يخلو منه البشر؛ لأن قلبه أبدًا مشغول بالله؛ فإن عرض له عارض بشري يشغله عن أور الأمة والملة ومصالحهما عد ذلك ذنبًا وتقصيرًا، فيفزع إلى الاستغفار.
[2] في الأصل: للذة.
[3] ذؤابة الميزان: عروته التي يمسك منها.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست