responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 208
يجلكم، وبمقدار تعظيم قدره واحترامه يعظم أقدراكم وحرمتكم.
639- ولقد رأيت -والله- من أنفق عمره في العلم، إلى أن كبرت سنه، ثم تعدى الحدود، فهان عند الخلق، وكانوا لا يلتفتون إليه، مع غزارة علمه، وقوة مجاهدته.
ولقد رأيت من كان يراقب الله -عز وجل- في صبوته[1] مع قصوره بالإضافة إلى ذلك العالم -فعظم الله قدره في القلوب، حتى علقته[2] النفوس، ووصفته بما يزيد على ما فيه من الخير.
ورأيت من كان يرى الاستقامة إذا استقام[3]: فإذا زاغ، مال عنه اللطف. ولولا عموم الستر، وشمول رحمة الكريم، لافتضح هؤلاء المذكورون. غير أنه في الأغلب تأديب أو تلطب في العقاب، كما قيل:
ومن كان في سخطه مُحْسِنًا ... فَكَيْفَ يَكُوْنُ إِذَا مَا رَضِي
غير أن العدل لا يحابي، وحاكم الجزاء لا يجور، وما يضيع عند الأمين شيء.

[1] صبوته: صباه.
[2] علقته: أحببته.
[3] أي: يرى التوفيق إذا أطاع ربه.
135- فصل: ملازمة مجلس الإنابة
640- أيها المذنب! إذا أحسست نفحات الجزاء، فلا تكثرن الضجيج، ولا تقولن: قد تبت وندمت، فهلا زال عني من الجزاء ما أكره! فلعل توبتك ما تحققت.
وإن للمجازاة زمان يمتد امتداد المرض الطويل، فلا تنجع فيه الحيل، حتى ينقضي أوانه، وإن بين زمان: {وَعَصَى} [طه: 121] إلى إبان: {فَتَلَقَّى} [البقرة: 37] مدةً مديدةً[1].
641- فاصبر أيها الخاطئ حتى يتخلل ماء عينيك خلال ثوب القلب المتنجس؛ فإذا عصرته كف الأسى، ثم تكررت دفع الغسلات، حكم بالطهارة.

[1] مديدة: طويلة.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست