responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 200
الإعادة ويخلي يديك من المال الذي تحصل به الكتب! ويقوي توقك[1] إلى درجات العارفين والزهاد، ويحوجك إلى مخالطة أرباب الدنيا! وهذا البلاء المبين.
608- وأما الخسيس الهمة، الذي لا يستنكف من سؤال الخلق، ولا يرى الاسبتدال بزوجته، ويكتفي بيسير من العلم، ولا يتوق إلى أحوال العارفين، فذاك لا يؤلمه فقد شيء، ويرى ما وجد هو الغاية، فهو يفرح فرح الأطفال بالزخارف، فما أهون الأمر عليه!
609- إنما البلاء على العارف، ذي الهمة العالية، الذي تدعوه همته إلى جميع الأضداد، للتزيد من مقام الكمال، وتقصر خطاه عن مدارك مقصوده. فيا له من حال ينفد في طريقه زاد الصابرين!
ولولا حالات غفلة تعتري هذا المبتلى يعيش بها؛ لكان دوام ملاحظته للمقامات يعمي بصره، واجتهاده في السلوك يخفي قدمه، لكن ملاحظات الإمداد له -تارة بلوغ بعض مراده، وتارة بالغفلة عما قصد- تهون عليه العيش، وهذا كلام عزيز، لا يفهمه إلا أربابه، ولا يعلم كنهه إلا أصحابه.

[1] توقك: شوقك.
125- فصل: ميزان العدل تَبِين فيها الذرة
610- تراعنت[1] عليَّ نفسي في طلبها شيئًا من أغراضها بتأويل فاسد، فقلت لها: بالله عليك تصبري، فإن في المعبر شغلًا بحذر الغرق من كثرة الموج عن التنزه في عجائب البحر!
611- إذا هممت بفعل، فقدري حصوله، ثم تلمحي عواقبه، وما تجتنين من ثمراته، فأقل ذلك الندم على ما فعلت، ولا يؤمن أن يثمر غضب الحق عز وجل، وإعراضه عنك، فأفٍ للقاطع عنه ولو كان الجنة!
612- ثم اعلمي -أيتها النفس- أنه ما يمضي شيء جزافًا، وأن ميزان العدل تبين فيه الذرة. فتلمحي الأوات والأحياء، وانظري إلى من نشر ذكره بالخير

[1] تراعنت: تحامقت.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 200
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست