responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 171
ومن ذلك أن الجزع لا يفيد، بل يفضح صاحبه. إلى غير ذلك من الأشياء التي يقدحها العقل والفكر، فليس في طريق الصبر نفقة سواها، فينبغي للصابر أن يشغل بها نفسه، ويقطع بها ساعات ابتلائه، وقد صبح المنزل.

105- فصل: المدعو مالك حكيم
501- ينبغي لمن وقع في شدة، ثم دعا أن لا يختلج في قلبه أمر من تأخير الإجابة أو عدمها؛ لأن الذي عليه[1] أن يدعو، والمدعو مالك حكيم، فإن لم يجب، فعل ما يشاء في ملكه، وإن أخر، فعل بمقتضى حكمته، فالمعترض عليه في سره خارج عن صفة عبد، مزاحم [لمرتبته] [2]، مستحق [لعقوبته] .
502- ثم ليعلم أن اختيار الله عز وجل له خير من اختياره لنفسه. فربما سأل سيلًا سال به! وفي الحديث: "أن رجلًا كان يسأل الله عز وجل أن يرزقه الجهاد، فهتف به هاتف: إنك إن غزوت، أسرت، وإن أسرت، تنصرت".
فإذا سلم العبد تحكيمًا لحكمته وحكمه، وأيقن أن الكل ملكه، طاب قلبه، قضيت حاجته، أو لم تقض.
503- وفي الحديث: "ما من مسلم دعا الله تعالى إلا أجابه: فإما أن يعجلها، وإما أن يؤخرها، وإما أن يدخرها له في الآخرة"[3].
فإذا رأى يوم القيامة أن ما أجيب فيه قد ذهب، وما لم يجب فيه قد بقي ثوابه، قال: ليتك لم تجب لي دعوة قط، فافهم هذه الأشياء! وسلم قلبك من أن يختلج فيه ريب أو استعجال.

[1] في الأصل: إليه، وهو تصحيف.
[2] في حاشية الأصل: في الأحمدية: لمرتبة مستحق، قلت: وفي المصرية والهندية: بمرتبة مستحق.
[3] رواه أحمد "3/ 18"، وأبو نعيم "6/ 311"، والحاكم "1/ 493" وقال: هذا حديث صحيح الإسناد؛ إلا أن الشيخين لم يخرجا عن علي بن علي الرفاعي ووافقه الذهبي.
106- فصل: رتبة العلماء على الزهاد
504- من أراد أن يعرف رتبة العلماء على الزهاد، فلينظر في رتبة جبريل
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 171
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست