responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 142
بالعين، لموضع الحسد! إلا أنني رأيت [غيظ] [1] الحسود كاللازم، فإنه في حال البلاء يتشفى، وفي حال النعم يصيب بالعين.
ولعمري، إن المنعم عليه يشتهي غيظ حسوده، ولكنه لا يؤمن أن يخاطر بنعمته، فإن الغالب إصابة الحاسد لها بالعين، فلا يساوي الالتذاذ بإظهار ما غيظ به، ما أفسدت عينه بإصابتها.
411 وكتمان الأمور في كل حال فعل الحازم: فإنه إن كشف مقدار سنه، استهرموه إن كان كبيرًا، واحتقروه إن كان صغيرًا. وإن كشف ما يعتقده، ناصبه الأضداد بالعداوة. وإن كشف قدر ماله، استحقروه إن كان قليلًا، وحسدوه إن كان كثيرًا. وفي هذه الثلاثة يقول الشاعر2:
احفظ لسانك لا تبح بثلاثة ... سن ومال ما استطعت ومذهب
فعلى الثلاثة تبتلى بثلاثة ... بمموه وممخرق ومكذب
وقس على ما ذكرت ما لم أذكره، ولا تكن من المذاييع [الأغوار] [3]، الذين لا يحملون أسرارهم حتى يفشوها إلى من لا يصلح! ورب كلمة جرى بها اللسان هلك بها الإنسان.

[1] في الأصل: بعد، فلعلها بغض.
2 هو محمد بن عبد الباقي البزار كما ذكر المؤلف في الفصل "253". وربما ذكره مستشهدًا به والله أعلم.
[3] في الأصل: الغر: وهو الذي لا بصر له بالأمور لقلة التجربة.
79- فصل: الاحتراز من الذنوب
412- رأيت كُلَّ من يعثر بشيء، أو يزلق في مطر، يلتفت إلى ما عثر به، فينظر إليه، طبعًا موضوعًا في الخلق: إما ليحذر منه إن جاز عليه مرة أخرى [و] من مثله، أو لينظر -مع احترازه وفهمه- كيف فاته التحرز من مثل هذا؟! فأخذت من ذلك إشارة، وقلت:
يا من عثر مرارًا! هَلَّا أبصرت ما الذي عثرك، فاحترزت من مثله، أو قبحت.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست