responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 140
بالمستجد، فما كان بأسرع من أن وهنت قواه الأصلية، فتعجل تلفه. وكذلك رأينا من زاد غضبه، فخرج عن الحد، ففتك بنفسه، وبمن يحبه.
402 فمن علم أن هذه الأشياء إنما خلقت إعانة للبدن على قطع مراحل الدنيا، ولم يخلق لنفس الالتذاذ؛ وإنما جلعت اللذة فيها كالحيلة في إيصال النفع بها، إذ لو كان المقصود التنعم بها، لما جعلت الحيوانات البهيمية أوفى حظًّا من الآدمي منها. فطوبى لمن فهم حقائق الوضع، ولم يمل به الهوى عن فهم حكم المخلوقات.

76- فصل: من تأمل عواقب المعاصي رآها قبيحة
403- من تأمل عواقب المعاصي، رآها قبيحةً، ولقد تفكرت في أقوام أعرفهم، يقرون بالزنى وغيره، فأرى من تعثرهم في الدنيا -مع جلادتهم- ما لا يقف عند حد، وكأنهم قد ألبسوا ظلمة، فالقلوب تنفر عنهم، فإن اتسع لهم شيء، فأكثره من مال الغير، وإن ضاق بهم أمر، أخذوا يتسخطون على القدر. هذا وقد شغلوا بهذه الأوساخ عن ذكر الآخرة.
404- ثم عكست، فتفكرت في أقوام صابروا الهوى، وتركوا ما لا يحل، فمنهم من قد أينعت له ثمرات الدنيا، من قوت مستلذٍّ، ومهاد مستطاب، وعيش لذيذ، وجاه عريض، فإن ضاق بهم أمر، وسعه الصبر، وطيبه الرضا، ففهمت بالحال معنى قوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90] .

77- فصل: لا يصلح الأنس إلا بملازمة التقوى
405- ينبغي للعاقل أن يلازم باب مولاه على كل حال، وأن يتعلق بذيل فضله، إن عصى وإن طاع، وليكن له أنس في خلوته به، فإن وقعت وحشة، فيجتهد في رفع الموحش، كما قال الشاعر:

اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست