اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 133
أن الله تعالى كان في الأرض، ثم صعد إلى السماء[1]!!
371- وكذلك قالوا في قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يمل حتى تملوا"، قالوا: يجوز أن الله يوصف بالملل، فجهلوا اللغة، وما علموا أنه لو كانت حتى ها هنا للغاية، لم تكن بمدح؛ لأنه إذا مل حين يمل، فأي مدح؟! وإنما هو كقول الشاعر2:
صليت مني هذيل بِخَرْق ... لا يمل الشر حتى يَمَلُّوا
والمعنى: لا يمل وإن ملوا.
372- وقالوا في قوله عليه الصلاة والسلام: "الرحم شجنه من الرحمن، تتعلق بحقوي الرحمن"[3]، فقالوا: الحَقْوُ صِفَةُ ذَاْتٍ.
373- وذكروا أحاديث لو رويت -في نقض الوضوء- ما قبلت، وعمومها وضعته الملاحدة.
374- كما يروى عن عبد الله بن عمرو، قال: خلق الله الملائكة من نور الذراعين والصدر[4]، فقالوا: نثبت هذا على ظاهره، ثم أرضوا العوام بقولهم: ولا نثبت جوارح! فكأنهم يقولون: فلان قائم وما هو قائم!!
فاختلف قولهم: هل يطلق على الله -عز وجل- أنه جالس أو قائم، كقوله تعالى: {قَائِمًا بِالْقِسْطِ} : لا يراد به القيام؛ وإنما هو كما يقال: الأمير قائم بالعدل.
وإنما ذكرت بعض أقوالهم، لئلا يسكن إلى شيء منها، فالحذر من هؤلاء عبادة، وإنما الطريق طريق السف. [1] لا يقول بهذا أحد من المسلمين فضلًا عن العلماء.
2 هي للشنفرى كما في الحماسة "1/ 538"، وجاء في الأصل: جلبت، وهو تصحيف، والتصويب من الحماسة. [3] رواه أحمد "321"، وابن أبي عاصم في السنة "237، 538" عن ابن عباس رضي الله عنهما و "الشجنة": الغصن المتشابك، أي: قرابة مشتبكة العروق، و "الحقو": الخصر. [4] هذه من الإسرائيليات.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 133