اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 508
283- الحسن الفلاس
تادب ببشر الحافي وعاصر سريا السقطي وكان سري يفخم امره.
عن وهب بن نعيم بن الهيصم قال جاء حسن الفلاس الى بشر بن الحارث مرة ومرتين وثلاثا يتردد إليه في مسالة ليكون الحجة فيما بينه وبين الله تعالى فتركه بشر وقام مرة ومرتين وثلاثا.
فلما كان بعد ذلك تبعه الى المقابر فلما صار الى المقابر وقف بشر فقال له يا حسن أيود هؤلاء ان يردوا فيصلحوا ما افسدوا؟ ألا فاعلم يا حسن انه من فرح قلبه بشيء من الدنيا اخطا الحكمة قلبه ومن جعل شهوات الدنيا تحت قدميه فرق الشيطان من ظله ومن غلب هواه فهو الصابر الغالب ألا واعلم ان البلاء كله في هواك والشفاء كله في مخالفتك اياه فاذا لقيته فقل قال لي.
فرجع الحسن فعاهد الله الا ياكل ما يباع ولا ما يشترى ولا يلبس مايباع ولا ما يشترى ولا يمسك بيده ذهبا ولا فضة ولا يضحك أبداً. وكان يأوي ستة اشهر في العباسية وستة اشهر حول دار البطيخ ويلبس ما في المزابل.
ولقبه رجل بالذندرن منصرفا على هذه الصورة فقال يا حسن من ترك شيئا لله عوضه الله ما هو خير منه يعني فما عوضك قال الحسن الرضا بما ترى.
282- أخوه أحمد بن محمد بن ابي الورد
وقيل يكنى ابا الحسن ايضا.
وعن جعفر بن محمد قال قال احمد بن ابي الورد ولي الله اذا زاد جاهه زاد تواضعه واذا زاد ماله زاد سخاؤه واذا زاد عمره زاد اجتهاده.
وقال وصل القوم بخمس بلزوم الباب وترك الخلاف والنفاذ في الخدمة والصبر على المصائب وصيانة الكرامات.
وعن ابي علي الروذباري قال كان احمد ومحمد ابنا محمد بن ابي الورد صحبا ابا عبد الله الساجي وكان ابو عبد الله يقول من أراد ان يخدم الفقراء فليخدم خدمة ابني الورد صحباني عشرين سنة ما سالاني مسالة قط وما رأيت منهما منكرا قط.
صحب احمد بن ابي الورد بشرا الحافي والحارث المحاسبي وسريا ومات قبل اخيه محمد.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 508