responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 389
والله ما قمت لله عز وجل مقاماً واحداً أحيي له فيه دينا ولا أميت له فيه باطلاً؟ أين شُكرك لمن استحملك كتابه واستودعك علمه؟ ما يؤمنك أن تكون من الذين قال الله عز وجل {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى} [الأعراف: 169] انك لست في دار مقامٍ قد أوذِنت بالرحيل فما بقاء المرء بعد أقرانه؟ طوبى لمن كان في الدنيا على وجَلٍ ما يؤمَن من أن يموت وتبقى ذنوبه من بعده انك لم تؤمَر بالنظر لوارثك على نفسك، ليس أحد أهلاً أن ترد له على ظهرك. ذهبت اللذة وبقيت التّبعة، ما أشفى من سَعِد بكسبه غيره. احَذر فقد أُتيت وتخلّصْ فقد وهِلت. انك تعامل مَن لا يجهل والذي يحفظ عليك لا يغفل. تجهز فقد دنا منك سَفر بعيد وداو دينَك فقد دخَله سقمٌ شديد، ولا تحسبنّ إني أردت توبيخك وتعُييرك وتعنيفك، ولكني أردت أن تَنَعش ما فات من رأيك، وتردّ عليك ما عزب عنك من حلمك، وذكرتُ قوله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55] أغفلت ذكر من مضى من أسنانك وأقرانك وبقيت بعدهم كَقْرن أعضب فانظر هل ابتُلوا بمثل ما ابتليت به أو دخَلوا في مثل ما دخلت فيه؟ وهل تراه دخر لك خيراً منعوه أو علمك شيئا جهلوه؟ فإذا كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا في كَبِرَ سنك ورسوخ علمك وحضور أجلك فمن يلوم الحدث قي سنّه، الجاهلَ في علمه، المأفون في رأيه، المدخولَ في عقله؟ ونحمد الذي عافانا مما ابتلاك به. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
وعن محمد بن إسحاق الموصلي قال: قال أبو حازم: أن بضاعة الآخرة كاسدة فاستكثروا منها في أوانِ كسادِها فانه لو جاء يومُ نَفاقها لم تصل منها إلى قليل ولا إلى كثير.
قال ابن أبي الحواري: وسمعت مروان بن محمد يقول: قال أبو حازم ويحك يا أعرجُ يدعى يوم القيامة بأهل خطيئةِ كذا وكذا فتقوم معهم، ثم يُدعى بأهل خطيئة.
وعن عبد الرحمن بن جرير قال: سمعت أبا حازم: يقول عند تصحيح الضمائر تُغفر الكبائر، وإذا عزم العبد على ترك الآثام أتته الفتوح.
وعن محمد بن مطرف قال: قال أبو حازم: ما في الدنيا شيء يسرك إلا وقد الزق به شيء يسوءك.
وعن سعيد بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال أن العبد ليعمل الحسنة تسره حين يعملها وما خلق الله من سيئة هي عليه اضر منها، وان العبد ليعمل السيئة ثم تسوءه حين يعملها، وما خلق الله عز وجل من حسنة انفع له منه، وذلك أن العبد حين يعمل الحسنة يتجبّر فيها ويرى

اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست