اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 309
صدري وقد جاء الله أباك بسبيٍ فاذهبي فاستخدميه. فقالت: وأنا والله لقد طحنت حتى مجلت يداي. فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقاتل: "ما جاء بك وما حاجتك أي بنية؟ " قالت: جئت لأسلم عليك، واستحييت أن تسأله فرجعت. فقال: ما فعلت؟ قالت: استحييت ان أسأله. فأتياه جميعا فقال علي: يا رسول الله والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري. وقالت فاطمة: لقد طحنت حتى مجلت يداي وقد جاءك الله عز وجل بسبي وسعة فاخدمنا. فقال: "والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم لا أجد ما انفق عليهم ولكني ابيعهم وانفق عليهم أثمانهم". فرجعا وأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما إذا غطيا رؤوسهما تكشف أقدامهما وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رؤوسهما فثارا فقال: "مكانكما" ثم قال: "الا أخبركما بخيرٍ مما سألتماني؟ " قالا: بلى. قال: " كلمات علّمنيهن جبريل، تسبحان في دبر كلّ صلاة عشراً وتحمدان عشراً وتكبران عشراً، وإذا اويتما الى فراشكما فسبّحا ثلاثاً وثلاثين، وكبرا أربعاً وثلاثين". قال: فو الله ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله قال: فقال له ابن الكواء: ولا ليلة صفّين؟ قال: قاتلكم الله يا أهل العراق نعم ولا ليلة صفين.
وعن أبي ليلى قال: حدثني علي عليه السلام ان فاطمة عليها السلام اتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى من يدها في الرحى. وبلغها أنه جاءه رقيق فلم تصادفه فذكرت ذلك لعائشة فلما جاء أخبرته عائشة. قال: فجاءنا وقد اخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال: " على مكانكما". فجاء فقعد بيني وبينها حتى وجدت برد قدميه على بطني فقال: " الا ادلكما على خير مما سألتماني؟ إذا اخذتما مضاجعكما أو اويتما الى فراشكما فسبّحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبرا أربعاً وثلاثين، فهو خير لكما من خادم" أخرجاه في الصحيحين[1].
وعن عائشة قالت: أقبلت فاطمة عليها السلام كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "مرحباً بابنتي". ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله. ثم إنه أسرّ إليها حديثاً فبكت. فقلت لها اختصّك الله رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه ثم تبكين؟ ثم إنه اسرّ اليها حديثاً فضحكت. فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن فسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لافشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما قبض صلى الله عليه وسلم سألتها فقالت: إنه أسر لي فقال: "ان جبريل كان يعارضني ب القرآن في [1] صحيح: أخرجه البخاري في فرض الخمس حديث 3113. وأطرافه في 3705, 5361, 5362, 6318. ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار 2727. باب 19. التسبيح أول النهار وعند النوم.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 309