اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 247
عمير المدينة يعلم الناس القرآن بعث إليهم عمرو ما هذا الذي جئتمونا به؟ فقالوا ان شئت جئناك فاسمعناك فواعدهم يوما فقرأوا عليه: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً} [يوسف: [1], [2]] فقال ان لنا مؤامرة في قومنا وكان سيد يني سلمة قال فخرجوا فدخل على مناف فقال يا مناف تعلم والله ما يريد القوم غيرك فهل عندك من نكير فقلده السيف وخرج لحاجته فقام أهله فأخذوا السيف فلما رجع دخل عليه فلم ير السيف فقال اين السيف ويحك والله ان العنز لتمنع استها والله ما أرى في أبي جعار غدا من خير ثم قال اني ذاهب إلى مالي بعلياء المدينة فاستوصوا بمناف خيرا فاني اكره ان أرى له يوم سوء فذهب فأخذوه فربطوه وكسروه وربطوه إلى جنب كلب ميت والقوه في بئر فلما جاء قال كيف انتم قالوا بخير يا سيدنا وسع الله عز وجل في منازلنا وطهر بيوتنا من الرجس قال والله اني لاراكم قد اساتم خلافتي في مناف قالوا هو ذاك انظر إليه في جنب البئر فاشرف فإذا هم قد ربطوه إلى جنب كلب فبعث إلى قومه فجاؤوا فقال الستم على ما أنا عليه قالوا بلى أنت سيدنا قال فاني اشهدكم اني قد امنت بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم: فلما كان يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قوموا بنا إلى جنة عرضها السموات والأرض اعدت للمتقين" فقام وهو اعرج فقال والله لاخفرن عليها في الجنة فقاتل حتى قتل[1].
وفي رواية اخرى أنه لما رأى صنمه في البئر انشأ يقول:
الحمد لله العلي ذي المنن ... الواهب الزراق ديان الدين
هو الذي انقذني من قبل ان ... أكون في ظلمة قبر مرتهن
والله لو كنت الها لم تكن ... أنت وكلت وسط بئر في قرن
فالآن فتشناك عن شر الغبن2
وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بني سلمة من سيدكم" قالوا جد ابن قيس على اننا نبخله قال: "واي داء أدوأ من البخل بل سيدكم الابيض عمرو بن الجموح" [3].
محمد بن سعد قال ابنا الواقدي لم يشهد عمرو بدراً وكان اعرج فلما اراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج إلى أحد منعه بنوه وقالوا قد عذرك الله فأتى النبي. صلى الله عليه وسلم فقال ان بني [1] صحيح: أخرجه مسلم في الإمارة حديث 1901. باب 1. ثبوت الجنة للشهيد. [2] أنظر أسد الغابة 4/207, 208. [3] حسن: أخرجه البخاري في الأدب المفرد حديث 296.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 247