اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 235
وعن أبي وائل قال لما ثقل حذيفة أتاه اناس من نبي عبس فأخبرني خالد بن الربيع العبسي قال اتيناه وهو بالمدائن حين دخلنا عليه جوف الليل فقال لنا أي ساعة هذه قلنا جوف الليل أو آخر الليل فقال أعوذ بالله من صباح إلى النار ثم قال أجئتم معكم باكفان قلنا نعم قال فلا تغالوا باكفاني فانه ان يكن لصاحبكم عند الله خير فانه يبدل بكسوته كسوة خيرا منها والا يسلب سلبا.
وعن أبي إسحاق ان صلة بن زفر حدثه ان حذيفة بعثني وأبا مسعود فابتعنا له كفنا حلة قصب بثلثمائة درهم قال ارياني ما ابتعتما لي فاريناه فقال ما هذا لي بكفن إنما يكفنني ريطيان بيضاوان ليس معهما قميص فاني لا اترك إلا قليلا حتى ابدل خيرا منهما فابتعنا له ريطتين بيضاوين.
قال أهل السير مات حذيفة بعد قتل عثمان رضي الله عنه باشهر.
71- أبو الدداح ثابت بن الدحداح رضي الله عنه:
شهد أحداً وقتل يومئذ روى الواقدي عن عبد الله بن عامر قال قال ثابت بن الدحداح يوم أحد والمسلمون أوزاع يا معشر الانصار إلي إلي ان كان محمد قد قتل فان اله حي لا يموت فقاتلوا عن دينكم فنهض إليه نفر من الأنصار فجعل يحمل بمن معه وقد وقفت له كتيبة خشناء فيها خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة فحمل عليه خالد بن الوليد بالرمح فأنفذه فوقع ميتا وقتل من كان معه.
قال الواقدي وبعض اصحابنا من رواة العلم يقولون أنه برأ من جراحه ومات على فراشه من جرح كان أصابه وانتقض عليه مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية.
وعن عبد الله بن مسعود قال لما نزلت هذه الاية: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} [البقرة: 245] قال أبو الدحداح الأنصاري وان الله ليريد منا القرض قال: "نعم يا أبا الدحداح" قال ارني يدك يا رسول قال فنأوله رسول الله يده قال فاني قد اقرضت ربي حائطي قال وحائطه له فيه ستمائة نخلة وام الدحداح فيه وعيالها قال فجاء أبو الدحداح فنادى يا ام الدحداح قالت لبيك قال اخرجي من الحائط فقد اقرضته ربي عز وجل.
وفي رواية اخرى انها لما سمعته يقول ذلك عمدت إلى صبيانها تخرج ما في افواههم وتنفض ما في اكمامهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح" [1]. [1] صحيح أخرجه مسلم في الجنائز حديث 965. باب 37. نهى النساء عن اتباع الجنائز وغسل الميت.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 235