اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 234
وفي يده رغيف وفي الاخرى عًرْق وهو يأكل. فسلموا عليه فنظر إلى عظيم منهم فناوله العرق والرغيف قال: فلما أغفل ألقاه، وقال: أعطاه خادمه.
وفي رواية اخرى عن ابن سيرين: أن حذيفة كان راكباً على حمار له إكاف وبيده رغيف وعَرْق من لحم فقالوا: سلْنا ما شئت فقال: أسألكم طعاماً آكله وعلقاً لحماري هذا ما دمتُ فيكم. فأقام ما شاء الله ثم كتب إليه عمر أن أقْدم. فقدم فلما بلغ عمر قدومه كمن له على الطريق في مكان لايراه. فلما رآه على الحال التي خرج من عنده عليها أتاه فالتزمه وقال: أنت أخي وانا أخوك[1].
عن ابن سيرين قال: إن حذيفة لما قدم المدائن قدم على حمارٍ له إكاف وبيده رغيف وعرق، وهو يأكل على الحمار.
عن طلحة بن مصرف مثله وزاد: وهو سادٍلٌ رجلَيْه من جانب.
ذكر نبذة من كلامه:
عن يوسف بن أسباط، عن سفيان قال: قال حذيفة: إن الرجل ليدخل المدخل الذي يجب أن يتكلم فيه الله، ولا يتكلم، فلا يعود قلبه إلى ما كان أبداً. قال يوسف: فحدثت به أبا إسحاق الفزاري حين قدم من عند هارون فبكى ثم قال: أنت سمعت هذا من سفيان؟.
عن عمارة بن عبد عن حذيفة قال: إياكم ومواقف الفتن. قيل وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله؟ قال: أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير فيصدّقه بالكذب ويقول ما ليس فيه.
وعن أم سلمة قالت: قال حذيفة: والله لوددت أن لي أنسانا يكون في مالي ثم أغلق عليّ باباً فلا يدخل علي أحد حتى ألحق بالله عز وجل "أم سلمة: هي أم موسى بن عبد الله".
وعن الأعمش قال: بكى حذيفة في صلاته، فلما فرغ التفت فإذا رجل خلفه فقال: لاتعلمنّ بهذا أحداً.
ذكر وفاة حذيفة رضي الله عنه2:
عن زياد مولى ابن عياش قال حدثني من دخل على حذيفة في مرضه الذي مات فيه فقال لولا اني ارى ان هذا اليوم آخر يوم من الدنيا وأول من الآخرة لم اتكلم به اللهم انك اعلم اني كنت أحب الفقر على الغنى واحب الذلة على العز واحب الموت على الحياة حبيب جاء على فاقة لا افلح من ندم ثم مات رحمه الله. [1] انظر الطبقات الكبرى لابن سعد 7/317. وحلية الأولياء.
2 أنظر سير اعلام النبلاء 4/33.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 234