اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 219
أحداً من أهله ولا من يحضره إلا دعاه عليه فكلمة أنت في ذلك فقال ابن مطيع يا أبا عبد الرحمن لو اتخذت طعاما فرجع اليك جسمك. فقال أنه ليأتي علي ثمان سنين ما اشبع فيها شبعة وأحدة أو قال لا اشبع فيها الاشبعة وأحدة فالان تريد ان اشبع حين لم يبق من عمري إلا ظمء حمار.
وعن عبد الله بن عدي وكان مولى لابن عمر أنه قدم من العراق فجاءه فسلم عليه فقال اهديت لك هدية قال وما هي قال جوارش قال وما جوارش؟ قال يهضم الطعام قال ما ملأت بطني طعاما منذ اربعين سنة فما اصنع به؟
وعن ميمون بن مهران ان رجلا من بني عبد الله بن عمر استكساه ازارا وقال قد تخرق ازاري فقال ارقع ازارك ثم البسه فكره الفتى ذلك فقال له عبد الله: ويحك اتق الله ولا تكونن من القوم الذين يجعلون ما رزقهم الله عز وجل في بطونهم وعلى ظهورهم.
وعن سفيان قال اراد ابن عمر مرة الصدر من مكة فاتخذ له ابن صفوان سفرة من نقى وفالوذج واخبصة وبعث بها إليه فاتي بهافلما نظر إليها بكى وقال ماهكذا كنا ما شبعت منذ أسلمت وامر بها فقسمت على أهل الماء ودعا بسفرته وقال لا خير إلا فيما يبقى نفعه غدا.
وعن القاسم بن أبي بزة قال حدثني من سمع ابن عمر قرأ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} حتى بلغ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: [1] – 6] قال فبكى حتى حن وامتنع من قراءة ما بعد[1].
وعن البراء بن سليم قال سمعت نافعا يقول ما قرأ ابن عمر هاتين الايتين قط من آخر سورة البقرة الابكى {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ} [البقرة: 284] ثم يقول ان هذا لاحصاء شديد رواهما الإمام أحمد[2].
وعن هشام بن يحيى الغساني عن أبيه قال جاء سائل إلى ابن عمر فقال لابنه اعطه دينارا فلما انصرف قال له ابنه تقبل الله منك يا ابتاه فقال لو علمت ان الله يقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم لم يكن غائب أحب إلي من الموت اتدري ممن يتقبل إنما يتقبل الله من المتقين. [1] صحيح: أخرجه أبو نعيم في الحلية رقم 1060. [2] صحيح: أخرجه أبو نعيم في الحلية 1061.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 219