اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 217
قال وعن نافع قال كان ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قربه لربه عز وجل قال نافع كان رقيقه قد عرفوا ذلك منه فربما شمر أحدهم فلزم المسجد فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال الحسنة اعتقه فيقول له أصحابه يا أبا عبد الرحمن والله ما بهم إلا ان يخدعوك فيقول ابن عمر فمن خدعنا بالله انخدعنا له.
قال نافع فلقد رأيتنا ذات عشية وراح ابن عمر على نجيب له قد أخذه بمال فلما اعجبه سيره اناخه مكانه ثم نزل عنه فقال يا نافع انزعوا زمامه ورحله وجللوه واشعروه وادخلوه في البدن.
وعن سعيد بن أبي هلال ان عبد الله بن عمر نزل الجحفة وهوشاك فقال اني لاشتهي حيتانا فالتمسوا له فلم يجدوا إلا حوتا وأحداً فأخذته امراته صفية بنت أبي عبيد فصنعته ثم قربته إليه فأتى مسكين حتى وقف عليه فقال له ابن عمر خذه فقال أهله سبحان الله قد عنيتنا ومعنا زاد نعطيه فقال ان عبد الله يحبه.
وعن أبي بكر بن حفص قال لما اشتكى ابن عمر اشتهى حوتا فصنع له فلما وضع بين يديه جاء سائل فقال اعطوه الحوت فقالت امرأته نعطيه درهما فهو انفع له من هذا واقض أنت شهوتك منه فقال شهوتي ما اريد.
وعن نافع عن ابن عمر أنه كان لا يعجبه شيء من ماله إلا خرج منه لله عز وجل قال وربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين الفا قال واعطاه ابن عمار مرتين ثلاثين ألفا قال فقال ابن عمر يا نافع اني أخاف ان تفتنني دراهم ابن عمار اذهب فانت حر.
وكان لا يد من اللحم شهرا إلا مسافرا أو رمضان قال وكان يمكث الشهر لا يذوق فيه مزعة لحم.
وعن ميمون بن مهران قال آتت ابن عمر اثنان وعشرون الف دينار في مجلس فلم يقم حتى فرقها.
وعن عاصم بن محمد عن أبيه قال اعطي ابن عمر بنافع عشرة الاف أو الف دينار فقلت يا أبا عبد الرحمن فما تنظر ان تبيع قال فهلا ما هو خير من ذلك فهو حر لوجه الله عز وجل روى هذه الاحاديث الثلاثة الإمام أحمد.
وعن أبي بكر بن حفص ان عبد الله بن عمر كان لا يأكل طعاما إلا وعلى خوانه يتيم رواه عبد الله بن أحمد.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 217