اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 204
لاتعجل يا أبا عبد الله. ثم نادى: يا عبد الله. فلم يجبه أحد فقال: يا عبد الله بن عمر. فقال: لبيك يا أمير المؤمنين. فقال: نشدتك الله، الثوبُ الذي ائتزرت به أهو ثوبك؟ قال: اللهم نعم قال سلمان: فقل الآن نسمع.
ذكر غزارة علمه رضي الله عنه:
عن أبي جحيفة قال: آخى رسول الله. صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء. فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء مبتذِلة. فقال لها: وما شأنكِ؟ فقالت: إن اخاك أبا الدرداء ليست له حاجة في الدنيا. قال: فلما جاء أبا الدرداء قرب طعاماً فقال. كُل فإِني صائم. قال: ما أنا بآكلٍ حتى تاكل. قال: فأكل.
فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء ليقوم. فقال له سلمان: نم، فنام. فلما كان من آخر الليل قال له سلمان: قم الآن. فقاما فصليا فقال: إن لنفسك عليك حقاً، ولربك عليك حقاً، وإن لضيفك عليك حقاً وإن لأهلك عليك حقاً فأعطِ كلّ ذي حقٍ حقه. فأتيا النبي. صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال: "صدق سلمان" انفرد باخراجه البخاري[1].
وعن محمد بن سيرين قال: دخل سلمان على أبي الدرداء في يوم جمعة فقيل له: هو نائم. فقال: ماله؟ فقالوا: أنه إذا كانت ليلة الجمعة أحياها ويصوم يوم الجمعة. فقال: فأمرهم فصنعوا طعاماً في يوم جمعة ثم أتاهم فقال: كل. قال: إني صائم. فلم يزل به حتى أكل. فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عويمرُ! سلمان أعلم منك وهو يضرب بيده على فخذ أبي الدرداء عويمرُ، سلمان أعلم منك " ثلاث مرات " لاتخصَنّ ليلة الجمعة بقيامٍ من بين الليالي، ولا تخصنّ يوم الجمعة بصيامٍ من بين الأيام" [2].
وعن ثابت البناني أن، أبا الدرداء ذهب مع سلمان يخطب عليه امرأة من بني ليث. فدخل فذكر فضْل سلمان وسابقَته وإسلامه، وذكر أنه يخطب إليهم فتاتهم فلانة فقالوا؟ أما سلمان فلا نزوجه ولكنّا نزوجك فتزوجها ثم خرج فقال له: أنه قد كان شيء وانا أستحيي أن اذكره لك قال: وما ذاك؟ فأخبره الخبر، فقال سلمان: أنا أحق أن أستحيي منك أن أخطبها وقد قضاها الله لك رضي الله عنهما. [1] صحيح: أخرجه البخاري في الأدب حديث 6139. باب 86. صنع الطعام والتكلف للضيف. [2] صحيح: أخرجه البخاري في كتاب الصوم حديث 1968. باب 51. من أقسم على أخيه ليفطر في التطوعولم ير عليه قضاء إذا كان أوفق له وأحمد في المسند حديث 27577.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 204