اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 187
وغارت النجوم وأنت حي قيوم، اللهم طلبي للجنة بطيء، وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هُدىً ترده إليّ يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد.
ذكر جوده وكرمه:
عن ابن كعب بن مالك قال: كان معاذ بن جبل شاباً جميلاً سمحاً من خير شباب قومه لا يُسأل شيئاً إلا أعطاه، حتى أدّان دَيناً أغلق ماله. فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلم غُرماءه أن يضعوا له شيئاً ففعل فلم يضعوا له شيئاً. فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فلم يبرح حتى باع ماله فقسمه بين غرمائه، فقام معاذ لا مال له[1].
قال الشيخ رحمه الله: كان غرماؤه من اليهود فلهذا لم يضعوا له شيئاً.
ذكر ثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم على معاذ ومشبه معه وهو راكب:
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل" [2] رواه الإمام أحمد.
وعن عاصم بن حميد، عن معاذ بن جبل قال: لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصيه، ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته. فلما فرغ قال: " يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك تمر بمسجدي هذا وقبري". فبكى معاذ خشعاً لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال: " إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا" [3].
ذكر ثناء الصحابة عليه:
عن شهر بن حوشب قال: قال عمر بن الخطاب: لو استخلفت معاذ بن جبل فسألني عنه ربي عز وجل: ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول: " إن العلماء إذا حضروا ربهم عز وجل كان بين أيديهم رتوةً بحجر" [4]. [1] صحيح: أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/295. رقم 783. والحاكم في معرفة الصحابة 5179. [2] صحيح: أخرجه الترمذي في المناقب حديث 3791. باب 32. فضائل معاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبي وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه. وأحمد في المسند حديث 12903. [3] حسن أخرجه أحمد في المسند حديث 22115. [4] أخرجه: أبو نعيم في الحلية حديث 771. وصححه العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة حديث 1091. والرتوة أي الرمية.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 187