اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 186
محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا شاب فيهم أكحل العين برّاق الثنايا. كلما اختلفوا في شيء ردّوه إلى الفتى. قال: قلت لجليسٍ لي: من هذا؟ قالوا: هذا معاذ بن جبل.
وعن الواقدي، عن أشياخ له قالوا: كان معاذ رجلاً طُوالاً أبيض حسن الشعر عظيم العينين مجموع الحاجبين جعداً قططاً.
ذكر نبذة من زهده:
عن مالك الداري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرَّة فقال للغلام اذهب بها إلى عبيدة بن الجراح ثم تَلَّه ساعةً في البيت حتى تنظر ما يصنع.
فذهب الغلام، قال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك. قال: وصله الله ورحمه. ثم قال: تعالي يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، حتى أنفذها.
فرجع الغلام إلى عمر فأخبره فوجده قد أعدّ مثلها لمعاذ بن جبل فقال: اذهب بها إلى معاذ بن جبل، وتلّه في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع. فذهب بها إليه قال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك فقال: رحمه الله ووصله. تعالي يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا، اذهبي إلى بيت فلان بكذا فاطلعت امرأته فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الخرقة إلا ديناران، فدحا بهما إليها فرجع الغلام إلى عمر فأخبره بذلك فقال: إنهم إخوةٌ بعضهم من بعض[1].
ذكر نبذة من ورعه:
عن يحيى بن سعيد قال: كانت تحت معاذ بن جبل امرأتان فاذا كان عند احداهما لم يشرب في بيت الأخرى الماء.
وعن يحيى بن سعيد أن معاذ بن جبل كانت له امرأتان. فإذا كان يوم إحداهما لم يتوضأ في بيت الأخرى ثم توفيتا في السقم الذي بالشام، والناس في شغل، فدفنتا في حفرة فأسهم بينهما أيتهما تُقدَّم في القبر.
ذكر نبذة من تعبده واجتهاده:
عن ثور بن يزيد قال قال: كان معاذ بن جبل إذا تهجَّد من الليل قال: اللهم قد نامَت العُيون [1] أنظر سير أعلام النبلاء 3/286. والطبقات الكبرى لابن سعد 3/300. وحلية الأولياء 1/301 رقم 807.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 186