4ـ الظلم:
فالظلم يحمل صاحبه على وضع الشيء في غير موضعه، فيغضب في موضع الرضى، ويرضى في موضع الغضب، ويجهل في موضع الأناة، ويبخل في موضع البذل، ويبذل في موضع البخل، ويحجم في موضع الإقدام، ويقدم في موضع الإحجام، ويلين في موضع الشدة، ويشتد في موضع اللين، ويتواضع في موضع العزة، ويتكبر في موضع التواضع[1].
5ـ الشهوة:
فهي تحمل على الحرص، والشح، والبخل، وعدم العفة، والنهمة، والجشع والذل، والدناءات[2].
رب مستور سبته شهوة
...
فتعرى ستره فانهتكا
صاحب الشهوة عبد فإذا
...
غلب الشهوة أضحى ملكا[3].
ثم إنه سهل على الإنسان أن يدرك معنى الفضيلة في صورة مجملة، بل سهل عليه أن يتعرف ما هي الفضائل بتفصيل.
وإنما العسر في أخذ النفس بها، والسير في معاملة الناس على قانونها، وعسر العمل على الفضيلة مع تصور مفهومها، والشعور بحسن أثرها ـ يجيء من ناحية الشهوات التي قد تطغى فتنطمس على [1] انظر: مدارج السالكين لابن القيم2/295. [2] انظر: مدارج السالكين2/295. [3] روضة المحبين ونزهة المشتاقين لابن القيم، ص481.