حتى يشيد بناءه ببنائه
...
ويزين صالح ما أتوه بما أتى[1].
28ـ قلة المراعاة لأدب المحادثة:
فللمحادثة آداب يحسن مراعاتها والتحلي بها، ويقبح التفريط فيها، والإخلال في شأنها.
والتقصير في هذا الجانب يعد ضربا من ضروب سوء الخلق.
ومن المظاهر لقلة المراعاة لأدب المحادثة مقاطعة المتحدث، والاستخفاف بحديثه، وترك الإصغاء إليه، والمبادرة إلى تخطئته أو تكذيبه، ورفع اليدين في وجهه، والقيام عنه قبل أن يكمل حديثه.
ومنها الثرثرة، وحب الاستئثار بالحديث، وكثرة امتداح النفس.
ومنها قلة المراعاة لمشاعر الآخرين، ومواجهتهم بما يكرهون، والحديث بما لا يناسب المقام والحال.
ومنها بذاءة اللسان، والتفحش بالقول، واستعمال العبارات المستكرهة صراحة دون تكنية.
ومنها رفع الصوت بلا داع، والغلظة في الخطاب، والشدة في العتاب.
ومنها التقعير في الكلام، والخوض فيما لا طائل تحته، والكلف في المعارضة والخلاف.
ومنها الجدال والمراء، والخصومة، واللداد[2]. [1] روضة العقلاء، ص230. [2] انظر: تفصيل ذلك في: أخطاء أدب المحادثة والمجالسة للكاتب.