وهو من أعظم الأسباب الموجبة للفرقة والاختلاف.
قال بعض السلف: "الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء"[1] يعني حسد إبليس لآدم ـ عليه السلام ـ.
والحسد ـ في الحقيقة ـ اعتراض على قضاء الله وحكمته؛ ولهذا قيل: "من رضي بقضاء الله لم يسخطه أحد، ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد"[2].
ثم إن الحاسد هو أول متضرر من حسده، فالضرر لاحق به لا محالة.
قال بعضهم: "ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من الحسود؛ نفس دائم، وهو لازم، وقلب هائم"[3].
وقيل ـ أيضا ـ:
لله در الحسد ما أعدله ... بدا بصاحبه فقتله
وقال ابن المعتز:
اصبر على كيد الحسو ... د فإن صبرك قاتله
كالنار تأكل بعضها ... إن لم تجد ما تأكله
قال ابن المقفع: "ليكن ما تصرف به الأذى عن نفسك ألا تكون حسودا؛ فإن الحسد خلق لئيم.
ومن لؤمه أنه موكل بالأدنى فالأدنى من الأقارب، والأكفاء، والمعارف، والخلطاء، والإخوان"[4]. [1] أدب الدنيا والدين، ص 269. [2] أدب الدنيا والدين، ص 269. [3] أدب الدنيا والدين، ص 269. [4] الأدب الصغير والأدب الكبير، ص 144.