على بعض؛ مما يجعلهم يفشلون، وتذهب ريحهم، ويصبحون شماتة للأعداء، فيصطلي بنار تلك الفرقة أهل الخير، والحريصون على جمع الكلمة، ويسر بذلك إبليس وأعوانه من شياطين الإنس والجن، الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا.
فبدلا من أن يجمعوا أمرهم، ويلموا شعثهم، تجدهم شذر مذر والله المستعان.
فكيف ـ إذا ـ يصلحون الناس وهم لما يصلحوا ذات بينهم؟!
يا معشر القرآء يا ملح البلد ... من يصلح الملح فسد
18ـ الحسد:
وهو تمني زوال نعمة المحسود، أو هو البغض والكراهية لما يراه من حسن حال المحسود[1].
والحسد داء عضال، وسم قتال، لا يسلم منه إلا من سلمه الكبير المتعال.
ولهذا قيل: "ما خلا جسد من حسد، ولكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه"[2].
فما أكثر وقوع الحسد بين الناس، فهذا يحسد لعلمه، وهذا يحسد لماله، وهذا لجاهه، وهذا لمنزلته بين الناس.
وأكثر ما يقع بين النظراء، والمتشاركين، وأكثر ما يكون في صفوف النساء.
والحسد خلق ذميم، ومسلك شائن، فهو مضر بالبدن والدين، [1] انظر: أمراض القلوب وشفاؤها لابن تيمية، تحقيق حماد سلامة ص 134. [2] انظر: أمراض القلوب وشفاؤها لابن تيمية، تحقيق حماد سلامة ص 134.