responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سوء الخلق المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 164
8ـ من المداهنة ـ بل من أسوأ المداهنة ـ أن يلاقي المداهن الرجلين بينهما عداوة، فيغري بعضهما ببعض، ويظهر لكل واحد منها الرضا عن معاداته لصاحبه، ويوافقه على دعوى أنه المحق، وأن صاحبه المبطل.
9ـ من المداهنة أن يجعل المداهن لسانه طوع بغية الوجيه: فتراه يسبق هوى الوجيه، ويعجل إلى قول ما يشتهيه الوجيه، فيمدح ما يراه الوجيه حسنا، ويذم ما يراه الوجيه سيئا، بغض النظر عن قناعة هذا المداهن من عدمها.
قال شوقي في إحدى حكاياته الشعرية قصيدة عنوانها "نديم الباذنجان" قال فيها:
كان لسلطان نديم واف ... يعيد ما قال بلا اختلاف
وقد يزيد في الثناء عليه ... إذا رأى شيئا حلا لديه
وكان مولاه يرى ويعلم ... ويسمع التمليق لكن يكتم
فجلسا يوما على الخوان[1] ... وجيء في الأكل بباذنجان
فأكل السلطان منه ما أكل ... فقال: هذا في المذاق كالعسل
قال النديم: صدق السلطان ... لا يستوي شهد[2] وباذنجان
هذا الذي غنى به الرئيس[3] ... وقال فيه الشعر جالينوس
يذهب ألف علة وعلة ... ويبرد الصدر ويشفي الغلة
قال[4]: ولكن عنده مراره ... وما حمدت مرة آثاره

[1] الخوان: المأدبة.
[2] الشهد: العسل.
[3] الرئيس: ابن سينا.
[4] يعني السلطان.
اسم الکتاب : سوء الخلق المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست