responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سوء الخلق المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 156
فلما مضى قلت: أبعدما قال لنا ما قال؟
قال أبي: أفأوسع جرحي؟ "[1].
5ـ ومن المداراة التلطف في الاعتذار: وذلك أن يكون الرجل على حالة تقتضي صرفه عن بغية أو عمل، وتعرف أن في الاعتذار له بهذا الحال ما يثير في نفسه ألما، فتعرض عن ذكر ما يؤلم، وتذكر له وجها غيره مما هو واقع فيه؛ حتى لا تجمع له بين الحرمان من بغيته وإيلامه بما لا يحب أن يعتذر له به.
6ـ من المداراة أن تخالط الناس، فتسايرهم بالخير، وتعاشرهم بالمعروف، وتزايلهم بالشر، وتفارقهم بالمنكر.
وقد جاء في المثل السائر الذي ورد من السلف: "خالطوا الناس وزايلوهم".
أي عاشروهم في الأفعال الصالحة، وزايلوهم في الأفعال المذمومة[2].
7ـ من المداراة أن ترميك الغربة في بلد ما، فتجد أن خلائق أهلها وعاداتهم على غير ما تعرف، فتترك كثيرا مما كنت تعرف، وتأخذ بما يعرفون؛ فإن ذلك من حسن المداراة.
فدارهم ما دمت في دارهم ... وأرضهم ما دمت في أرضهم3
وكل هذا مشروط بألا يكون فيما تأتي أو تذر محذور شرعي؛

[1] عيون الأخبار3/22.
[2] الأمثال ص 157 ومجمع الأمثال1/430.
3 عين الأدب والسياسة ص 155.
اسم الکتاب : سوء الخلق المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست