ولا يعوقك عن أن تعالجه بالموعظة الحسنة إلا أن يكون شيطانا مريدا.
4ـ من المداراة أن تلقى ذا يد باطشة، فتمنحه جبينا طلقا، وتتجنب في حديثك ما لا يكون له أثر في نفسه إلا أن يثير القصد إلى أذيتك.
وهذا محمل قول أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ "إنا لنكشر[1]في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتلعنهم"[2].
وفي هذا الأثر شاهد على أن التبسم في وجه الظالم اتقاء بأسه ـ ضرب من المداراة، ولا يتعداه إلى أن يكون مداهنة.
"قال محمد بن أبي الفضل: قلت لأبي: لم نجلس إلى فلان، وقد عرفت عداوته؟
قال: أخبي نارا، وأقدح عن ود"[3].
وقال المهاجر بن عبد الله:
وإني لأقصي المرء من غير بغضة ... وأدنى أخا البغضاء مني على عمد
ليحدث ودا بعد بغضاء أو أرى ... له مصرعا يردي به الله من يردي.
"وقال عقال بن شبة: كنت رديف أبي، فلقيه جرير على بغل فحياه أبي وألطفه. [1] نكشر: نضحك. [2] أخرجه البخاري في صحيحه7/102، معلقا بصيغة التمريض، وله طرق أخرجها الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق5/102 وفي كل منها مقال، ولعل بعضها يشد بعضا فيكون السند حسنا لغيره. [3] 4 عيون الأخبار3/22.