أجابت الأم قائلة:
- إن معنى ذلك يا فاطمة أن من يجودون بالمال في السراء والضراء محسنون، والذين يجودون بالعفو والسماحة بعد الغيظ والكظم محسنون، والله يحب المحسنين، ومن حب الله للإحسان والمحسنين ينطلق حب الإحسان في قلوب أحبائه وتنبثق الرغبة الدانقة في هذه القلوب، والجماعة التي يحبها الله وتحب الله والتي تشيع فيها السماحة واليسر والطلاقة من الإحن والأضغان هي جماعة متضامنة، جماعة متآخية، جماعة قوية.
أجابت فاطمة قائلة وقد أظهرت الندم لسوء فعلها:
- الله يا أماه، ما أجمل حديثك! وما أبشع ما فعلته اليوم! ! .
ردت الأم قائلة:
- لا عليك يا ابنتي وسأزيدك فائدة حين أذكرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا في كل أمر من أمور حياتنا، تروي عائشة رضي الله عنها قالت: «ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم لله تعالى» [1] .
أجابت فاطمة قائلة:
- لقد أحسست بحجم خطئي يا أماه، وإني ذاهبة إلى الخادم [1] رواه مسلم في صحيحه: الجزء السابع ص 80.