الغيظ هو المرحلة الأولى وهذه المرحلة وحدها لا تكفي.
تساءلت فاطمة قائلة:
ما معنى قولك يا أماه إن كظم الغيظ هو المرحلة الأولى وهي وحدها لا تكفي؟
أجابت الأم وقد كانت تود توضيح ذلك لابنتها لولا أن شغف ابنتها بالمعرفة جعلها تسبق بالسؤال:
- قد يكظم الإنسان يا ابنتي غيظه فقط ولا يعفو فيتحول الغضب الظاهر إلى حقد دفين، والغيظ الفائر إلى حقد غائر وإن الغيظ والغضب لأنظف وأطهر من الحقد والضغن.
سألت فاطمة والدتها قائلة:
- ولماذا لا بد من العفو ألا يكفي أن يكظم المرء غضبه؟
ردت الأم بهدوء قائلة:
- يبدو يا فاطمة أنك لم تفهمي بعض ما قلته، إن الغضب يا ابنتي نار على النفس إذا كظمته ولهيب يلفح القلب، أما حين تصفح النفس ويعفو القلب فهو الانطلاق من تلك النار وبرد وسلام في القلب والضمير.
أجابت فاطمة قائلة:
- ولكن أود أن أسألك يا أماه لماذا قال الله تعالى في نهاية الآية الخاصة بذكر صفات المتقين {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134] ؟