فانظري يا ابنتي بماذا وصف الله عباده العافين عن الناس، لقد وصفهم بالمتقين، وتابعت الأم حديثها قائلة:
- لقد وصفهم بالمتقين في الآية الأولى ثم ذكرتهم الآية الثانية وهم يتحلون بصفات أخرى غير العفو، وسأعيد عليك الآية الثانية حتى تذكري لي تلك الصفات. . وبعد أن قرأت الأم الآية ثانية أجابت فاطمة قائلة بحماس وقد نسيت غضبها:
- الآية تصفهم بأنهم ينفقون في السراء والضراء، وتوقفت قليلا ثم سألت قائلة:
ولكن ما معنى ينفقون في السراء والضراء؟
ردت الأم قائلة:
- إنه سؤال جيد يا فاطمة، وتابعت التوضيح لابنتها قائلة:
أي أنهم ثابتون على البذل لا تبطرهم السراء، أي المسرة ورغد العيش والرخاء، ولا تلهيهم عن الإنفاق، كما أن الضراء، وهي الشدة وضيق العيش، لا تنسيهم البذل والعطاء، إنما هم يملكون الشعور بالواجب في كل حال، ويتحررون من الشح والبخل والحرص على المال، وإن ما يدفع النفس يا ابنتي إلى الإنفاق في كل حال هو دافع أقوى من شهوة المال إنه دافع التقوى.