اسم الکتاب : روضة العقلاء ونزهة الفضلاء المؤلف : ابن حبان الجزء : 1 صفحة : 110
إليه والرجل لا يصاحب إلا مثله أو شكله فإذا لم يجد المرء بدا من صحبة الناس تحرى صحبة من زانه إذا صحبه ولم يشنه إذا عرف به وإن رأى منه حسنة عدها وإن رأى منه سيئة سترها وإن سكت عنه ابتدأه وإن سأله أعطاه
فأما اليوم فأكثر أحوال الناس تكون ظواهرها بخلاف بواطنها وما أشبه عشرتهم إلا بما أخبرني مُحَمَّد بْن يعقوب البغلاني حدثني عَبْد الصمد ابن الفضل حَدَّثَنَا الحسين بْن سهل التياس عَن أَبِي عبيدة قَالَ تكلم عصفور في بني إسرائيل مع فخ فقال العصفور انحناؤك لماذا قَالَ من العبادة قَالَ دفنك في التراب لماذا قَالَ من التواضع قَالَ فما هذا الشعر قَالَ هذا لباسي قَالَ مَا هذا الطعام قَالَ هذا أعددته لعابر السبيل قال فتأذن لي فيه قَالَ نعم قَالَ فنقر العصفور نقرة فأخذ بعنقه فجعل العصفور يقول شغ شغ شغ وقال والله لا يغرني قارئ بعدك أبدا
وأنشدني مُحَمَّد بْن أَبِي علي لابن أَبِي اللقيش ... إن كنت تبغي العلم أو نحوه ... أو شاهدا يخبر عَن غائب
فاعتبر الأرض بأسمائها ... واعتبر الصاحب بالصاحب ...
وأنشدني مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن حبيب الواسطي ... تعارف أرواح الرجال إذا التقوا ... فمنهم عدو يتقى وخليل
كذاك أمور الناس والناس منهم ... خفيف إذا صاحبته وثقيل ...
وأنشدني المنتصر بن بلال الأنصاري ... اجعل قرينك من رضيت فعاله ... واحذر مقارنة القرين الشائن
كم من قرين شائن لقرينه ... ومهجن منه لكل محاسن ...
قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه إن من الناس من إذا رآه المرء يعجب به
اسم الکتاب : روضة العقلاء ونزهة الفضلاء المؤلف : ابن حبان الجزء : 1 صفحة : 110