responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ذم الهوى المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 608
وَاللَّهِ مَا مَلَكْتُكِ قَطُّ وَلا أَنْتَ لِي وَلا مِثْلِي يَشْتَرِي جَارِيَةً بِعَشَرَةِ آلافِ دِينَارٍ وَمَا كُنْتُ لأُقْدِمَ عَلَى ابْنِ عَمِّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلُبَهُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْهِ لِنَفْسِي وَلَكِنِّي دَسِيسٌ مِنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَفِي طَلَبِكِ بَعَثَ بِي فَاسْتَتِرِي مِنِّي وَإِنْ دَاخَلَنِي الشَّيْطَانُ أَوْ تَاقَتْ نَفْسِي إِلَيْكِ فَامْتَنِعِي
ثُمَّ مَضَى بِهَا حَتَّى وَرَدَ دِمَشْقَ فَتَلَقَّاهُ النَّاسُ بِجَِنَازَةِ يَزِيدَ وَقَدِ اسْتَخْلَفَ ابْنَهُ مُعَاوِيَةَ بْنَ يَزِيدَ فَأَقَامَ الرَّجُلُ أَيَّامًا ثُمَّ تَلَطَّفَ لِلْدُخُولِ عَلَيْهِ فَشَرَحَ لَهُ الْقِصَّةَ
وَيُرْوَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يَعْدِلُ عَدْلَ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَزِيدَ فِي زَمَانِهِ بُتْلا وَنُسْكًا فَلَمَّا أَخْبَرَهُ قَالَ هِيَ لَكَ وَكُلُّ مَا دَفَعَهُ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِهَا فَهُوَ لَكَ وَارْحَلْ مِنْ يَوْمِكَ وَلا أَسْمَعُ بِخَبَرِكَ فِي شَيْءٍ مِنْ بِلادِ الشَّامِ
فَرَحَلَ الْعِرَاقِيُّ ثُمَّ قَالَ لِلْجَارِيَةِ إِنِّي قُلْتُ لَكَ مَا قُلْتُ حِينَ خَرَجْتُ بِكِ مِنَ الْمَدِينَةِ فَأَخْبَرْتُكِ أَنَّكَ لِيَزِيدَ وَقَدْ صِرْتِ لِي وَأَنَا أُشْهِدُ اللَّهَ إِنَّكِ لِعَبْدِ اللَّهِ ابْن جَعْفَرٍ وَأَنِّي قَدْ رَدَدْتُكِ عَلَيْهِ فَاسْتَتِرِي مِنِّي
ثُمَّ خَرَجَ بِهَا حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَنَزَلَ قَرِيبًا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ بَعْضُ حَرَمِهِ فَقَالَ لَهُ هَذَا الْعِرَاقِيُّ ضَيْفُكَ الَّذِي صَنَعَ مَا صَنَعَ وَقَدْ نَزَلَ الْعَرْصَةَ لَا حَيَّاهُ اللَّهُ
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ مَهْ أَنْزِلُوا الرَّجُلَ وَأَكْرِمُوهُ
فَلَمَّا اسْتَقَّرَ بَعَثَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْذَنَ لِي أَذْنَةً خَفِيفَةً لأُشَافِهُكَ بِشَيْءٍ فَعَلْتَ فَأَذِنَ لَهُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ سَلَّمَ عَلَيْهِ وَقَبَّلَ يَدَهُ وَقَرَّبَهُ عَبْدُ اللَّهِ ثُمَّ اقْتَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ حَتَّى فَرَغَ قَالَ وَاللَّهِ قَدْ وَهَبْتُهَا لَكَ قَبْلَ أَنْ أَرَاهَا أَوْ أَضَعَ يَدِي عَلَيْهَا فَهِيَ لَكَ وَمَرْدُودَةٌ عَلَيْكَ وَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى أَنِّي مَا رَأَيْتُ لَهَا وَجْهًا إِلا عِنْدَكَ

اسم الکتاب : ذم الهوى المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 608
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست