responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ذم الهوى المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 365
لَهَا مِنَ السُّوقِ مَا أَرَادَتْ وَكَانَ ثَمَنُهُ مَعَ مَا هُوَ لي نَحْو خَمْسمِائَة دِينَارٍ فَأَخَذَتْهُ وَرَكِبَتْ وَلَمْ تُعْطِنِي شَيْئًا وَذَهَبَ عَنِّي لِمَا تَدَاخَلَنِي مِنْ شَهْوَتِهَا أَنْ أَمْنَعَهَا مِنَ الْمَتَاعِ إِلا بِالْمَالِ أَوْ أَسْتَدِّلُ مَنْزِلَهَا وَمَنْ دَارِ مَنْ هِيَ
فَحِينَ غَابَتْ عَنِّي وَقَعَ لِي أَنَّهَا مُحْتَالَةٌ وَأَنَّ ذَلِكَ سَبَبُ فَقْرِي فَتَحَيَّرْتُ فِي أَمْرِي وَقَامَتْ قِيَامَتِي وَكَتَمْتُ خَبَرِي لِئَلا أَفْتَضِحَ بِمَا لِلنَّاسِ عَلَيَّ وَعَمِلْتُ عَلَى بَيْعِ مَا فِي يَدِي مِنَ الْمَتَاعِ وَإِضَافَتِهِ إِلَى مَا عِنْدِي مِنَ الدَّرَاهِمِ وَدَفْعِ أَمْوَالِ النَّاسِ إِلَيْهِمْ وَلُزُومِ الْبَيْتِ وَالاقْتِصَارِ عَلَى غَلَّةِ الْعَقَارِ الَّذِي وَرِثْتُهُ وَوَطَّنْتُ نَفْسِي عَلَى الْمِحْنَةِ وَأَخَذْتُ أَشْرُعُ فِي ذَلِكَ مُدَّةَ أُسْبُوعٍ فَإِذَا بِهَا قَدْ نَزَلَتْ عِنْدِي
فَحِينَ رَأَيْتُهَا أُنْسِيتُ جَمِيعَ مَا جَرَى عَلَيَّ وَقُمْتُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ يَا فَتًى تَأَخَّرْنَا عَنْكَ لِشُغْلٍ عَرَضَ لَنَا وَمَا شَكَكْنَا فِي أَنَّكَ لَمْ تَشُكَّ أَنَّا احْتَلْنَا عَلَيْكَ فَقُلْتُ قَدْ رَفَعَ اللَّهُ قَدْرَكِ عَنْ هَذَا فَقَالَتْ هَاتِ التَّخْتَ والطيار فأحضرته فَأَخْرَجَتْ دَنَانِيرَ عُتْقًا فَوَفَّتْنِي الْمَالَ بِأَسْرِهِ وَأَخْرَجَتْ تَذْكَرَةً بِأَشْيَاءٍ أُخَرَ فَأَنْفَذْتُ إِلَى التُّجَّارِ أَمْوَالَهُمْ وَطَلَبْتُ مِنْهُمْ مَا أَرَادَتْ وَحَصَّلْتُ أَنَا فِي الْوَسَطِ رِبْحًا جَيِّدًا وَأَحْضَرَ التُّجَّارُ الثِّيَابَ فَقُمْتُ وَثَمَّنْتُهَا مَعَهُمْ لِنَفْسِي ثُمَّ بِعْتُهَا عَلَيْهَا بِرِبْحٍ عَظِيمٍ وَأَنَا فِي خِلالِ ذَلِكَ أَنْظُرُ إِلَيْهَا نَظَرَ تَالِفٍ مِنْ حُبِّهَا وَهِيَ تَنْظُرُ إِلَيَّ نَظَرَ مَنْ قَدْ فَطِنَتْ بِذَلِكَ وَلَمْ تُنْكِرْهُ فَهَمَمْتُ بِخِطَابِهَا وَلَمْ أَقْدِرْ أُقْدِمْ فَاجْتَمَعَ الْمَتَاعُ وَكَانَ ثَمَنُهُ أَلْفَ دِينَارٍ فَأَخَذَتْهُ وَرَكِبَتْ وَلَمْ أَسْأَلْهَا عَنْ مَوْضِعِهَا فَلَمَّا غَابَتْ عَنِّي قُلْتُ هَذَا الآنَ هُوَ الْحِيلَة المحكمة أعطتني خَمْسمِائَة دِينَارٍ وَأَخَذَتْ أَلْفَ دِينَارٍ وَلَيْسَ إِلا بَيْعُ عَقَارِي الآنَ وَالْحُصُولُ عَلَى الْفَقْرِ الْمُدْقِعِ
ثُمَّ سَمِحَتْ نَفْسِي بِرُؤْيَتِهَا مَعَ الْفَقْرِ وَتَطَاوَلَتْ غَيْبَتَهَا نَحْوَ شَهْرٍ وَأَلَحَّ التُّجَارُ

اسم الکتاب : ذم الهوى المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 365
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست