responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ذم الهوى المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 253
وَإِنَّهُ انْصَرَفَ لَيْلَةً مِنْ صَلاةِ الْعِشَاءِ فَمَثُلَتْ لَهُ امْرَأَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ فَعَرَضَتْ لَهُ نَفْسَهَا فَفُتِنَ بِهَا وَمَضَتْ فَاتَّبَعَهَا حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِهَا فَلَمَّا وَقَفَ بِالْبَابِ أَبْصَرَ وَجُلِّيَ عَنْهُ وَمَثُلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى لِسَانِهِ {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} فَخر مغشيا عَلَيْهِ فنطرت إِلَيْهِ الْمَرْأَةُ فَإِذَا هُوَ كَالْمَيِّتِ فَلَمْ تَزَلْ هِيَ وَجَارِيَةٌ لَهَا تَتَعَاوَنَانِ عَلَيْهِ حَتَّى أَلْقَوْهُ عَلَى بَابِ دَارِهِ
وَكَانَ لَهُ أَبٌ شَيْخٌ كَبِيرٌ يَقْعُدُ لانْصِرَافِهِ كُلِّ لَيْلَةٍ فَخَرَجَ فَإِذَا هُوَ مُلْقَى عَلَى بَابِ الدَّارِ لِمَا بِهِ فَاحْتَمَلَهُ فَأَدْخَلَهُ فَأَفَاقَ بَعْدَ ذَلِكَ فَسَأَلَهُ وَالِدُهُ مَا الَّذِي أَصَابَكَ يَا بُنَيَّ قَالَ لَهُ يَا أَبَتِ لَا تَسَلْنِي فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَخْبَرَهُ وَتَلا الآيَةَ فَشَهِقَ شَهْقَةً خَرَجَتْ نَفْسُهُ فَدُفِنَ
فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ أَلا آذَنْتُمُونِي بِمَوْتِهِ فَذَهَبَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى قَبْرِهِ فَنَادَى يَا فُلانُ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ ربه جنتان
فَأَجَابَهُ الْفَتَى مِنْ دَاخِلِ الْقَبْرِ قَدْ أَعْطَانِيهُمَا رَبِّي يَا عُمَرُ
قَالَ ابْنُ الْمَرْزُبَانِ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ أَنْبَأَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ فَتًى مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ كَانَ يَشْهَدُ الصَّلاةَ كُلَّهَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ فَتًى مِنْ هَل الْمَدِينَةِ كَانَ يَشْهَدُ الصَّلاةَ كُلَّهَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَ يَتَفَقَّدُهُ إِذَا غَابَ قَالَ فَعَشِقَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِبَعْضِ نِسَائِهَا فَقَالَتْ لَهَا أَلا أَحْتَالُ لَكَ فِي إِدْخَالِهِ عَلَيْكِ قَالَتْ بَلَى
فَقَعَدَتْ لَهُ فِي الطَّرِيقِ فَلَمَّا مَرَّ عَلَيْهَا قَالَتْ لَهُ أَنَا امْرَأَةٌ كَبِيرَةُ السِّنِّ وَلِي شَاةٌ وَلَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَحْلُبَهَا فَلَوْ تَنَوَيْتَ الثَّوَابَ وَدخلت محلبتها لِي فَدَخَلَ فَلَمْ يَرَ شَاةً فَقَالَتِ ادْخُلِ الْبَيْتَ حَتَّى آتِيكَ بِهَا فَدَخَلَ فَإِذَا امْرَأَةٌ وَرَاءَ الْبَابِ فَأَغْلَقَتْ عَلَيْهِ

اسم الکتاب : ذم الهوى المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست