اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 514
وجاء في العهد الجديد: "بع أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء"[1]، وجاء فيه أيضا: "تعالوا يا مباركي أبي، ورثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم لأني جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني، كنت غريبا فآويتموني، عريانا فكسوتموني، مريضا فزرتموني، محبوسا فأتيتم إلي. فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين، يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك، أو عطشانا فسقيناك، ومتى رأيناك غريبا فأويناك، أو عريانا فكسوناك، ومتى رأيناك مريضا أو محبوسا فأتينا إليك، فيجيب الملك ويقول: الحق أقول لكم بما إنكم فعلتموه بأحد إخواني هؤلاء الأصاغر في فعلتم"[2].
والصيام معروف في الرسالات السابقة، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [3].
والحج منذ سيدنا إبراهيم عليه السلام معروف للناس بعد أمر الله له: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [4].
وعلى هذا فأصول العبادات موجودة في جميع الرسالات السابقة، وذكر وجود هذه الأصول منذ القيم يفيد تقبلها؛ لأن العبادة تكليف ومشقة، والشيء الشاق إذا عم سهل تحمله، يقول أبو السعود في ذكر العبادات تأكيد للحكم، وترغيب فيه، وتطييب المخاطبين به فإن الشاق إذا عم سهل همله[5]. [1] انجيل متى - الإصحاح 19 - فقرة 21. [2] انجيل متى - إصحاح 26 - فقرات 34: 40. [3] سورة البقرة آية "183". [4] سورة الحج آية "27". [5] تفسير أبي السعود ج1 ص198.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 514