اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 289
إنه شخص مغرور، اعتلى العرش، واستعبد الناس، وفرقهم شيعا، واستخدمهم لنفسه، ونشر الفساد فيهم.
ادعى الألوهية فصدقوه، وأطاعوا أمره، واتجهوا إليه عابدين، مستسلمين.
وقد وضع فرعون خطة خبيثة، تمكنه من استمرار التحكم، والاستعلاء، والطغيان، تقوم هذه الخطة على اتخاذ مجموعة من الأفراد متميزين بعلم ومعرفة، ونشرهم في الأقاليم المختلفة؛ ليكونوا دعاة له, مشرفين على استمرارية ملكه، وسلطانه، مبلِّغين ما يريد أن يوصله للناس، وقد أغدق على هذه المجموعة الأموال، والوظائف, وشيئا من سلطانه، ووجاهته.
فهم الملأ المنتشرون وسط الناس ...
وهم العلماء السحرة الذين يديرون شئون المدائن ...
وهم الوزراء المحيطون به ...
ولذلك كان يكتفي بتوجيه أوامره لهذه المجموعة؛ ليوصله هؤلاء بعد ذلك إلى سائر الناس، فهم له مطيعون، مؤيدون.
انظر إليه، وهو يؤكد ألوهيته الوحيدة، ينادي بذلك للملأ، ويجمعهم في مؤتمر حاشد ليقول لهم: أنا ربكم الأعلى، ومع اتخاذه لحاشيته تلك، اتخذ جنودا أشداء، كوّنوا قوة طاغية، كثيرة العدد والعدة، لتكون في مواجهة من يتصدى لألوهيته، وجبروته.... يقول العوفي في روايته عن ابن عباس: "أوتاد فرعون هم الجنود الأقوياء الذين يشدون له الأمر, ويعينونه على تحقيق ما يريد"، وكان لجنود فرعون قوة ظاهرة في عددهم, وعدتهم كما يفهم من الاستفهام الوارد في قوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ، فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ} [1]؟ فقد سمى الله حديث فرعون حديث الجنود؛ لما تمتعوا به من قوة وبطش. [1] سورة البروج الآيات: 17, 18.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 289