responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 266
أخذ فرعون الحيطة بقراره، وأمر بتنفيذه بكل دقة ...
وحدث أن قيل لفرعون: أفنيت النسل، وإنهم خولك وعمالك، فأمر أن يقتل الغلمان عاما ويستحيوا عاما، فولد هارون في السنة التي يستحيا فيها الغلمان[1].
يصور القرآن الكريم فرعون هذا الزمان وعمله، فيقول تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [2].
وهكذا انقسم المجتمع المصري إلى قسمين رئيسيين هما:
القسم الإسرائيلي: وهم أبناء يعقوب بعد أن كثر عددهم، وقد رأينا ما حل بهم بعد انتهاء حكم الرعاة، وبعدما أخذ فرعون يتعامل معهم على أساس أنهم أعداء الدولة والنظام، واتخذ من القرارات ما يكفل عدم تمكنهم من ملك مصر.
القسم الثاني: الأقباط, وهم سكان مصر الأصليون، وعليهم يقوم نظام الملك، وقد خضعوا لجبروت فرعون الذي ادعى الألوهية، واتخذه المصريون ربهم الأعلى.
إن فرعون تكبر وعلا، وقسم الشعب إلى طوائف, وفرق بين الناس ليعلو عليهم جميعا، إنه كان من المفسدين.
وكان الإسرائيليون على دين يوسف -عليه السلام- إلا أنهم غيّروا فيه, وبدّلوا، وأدخلوا فيه بعضا من ضلالات المصريين؛ ولذلك تشوه التوحيد لديهم، وأصبح خليطا من الشرك والتجسيد، ولم يبق معهم من دين آبائهم إلا مسماه فقط.

[1] تاريخ الطبري ج1 ص388.
[2] سورة القصص آية: 4.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 266
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست