اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 265
وأسكنهم في حاضرة مصر، وغيرها من المدن المصرية، وعاشوا معه منعمين متمتعين بسلطان يوسف وعزته، وكان الرعاة "الهكسوس" هم ملوك مصر يوم مجيء آل يعقوب، فتعاون الإسرائيليون مع الرعاة، ولم يختلطوا بالمصريين، وعاشوا في عزلة بعيدا عن المصريين.
وقد تمكن المصريون من طرد الهكسوس مع بداية حكم الأسرة الثامنة عشرة، فتغير حال الإسرائيليين، وانقلب وضعهم في المجتمع، وأخذ الفراعنة يتعاملون معهم كدخلاء، متعاونين مع الأعداء.
وكان من نتيجة ذلك أن فراعنة الأسرة الثامنة عشرة أخذوا في تكليفهم بالأعمال الشاقة، وصنفوهم في الشغل, فصنف يبني، وصنف يحرث، وصنف يزرع ...
ومن لم يكن له عمل فعليه الجزية، وهكذا ساموا الإسرائيليين {سُوءُ الْعَذَابِ} .
وقد أصدر فرعون ذلك الزمان قرارا بقتل أي ذكر يولد للإسرائيليين، وترك الإناث يعيشون.
وسبب هذا القرار أن الكهنة والمنجمين أخبروا فرعون بأن مولودا من بني إسرائيل قد أظلنا زمانه الذي يولد فيه، يسلبك الملك، ويبدل الدين، ويخرجك من مصر[1].
وقيل: إن السبب هو أن الإسرائيليين كانوا يتدارسون فيما بينهم ما نقلوه عن إبراهيم -عليه السلام- من أن الله سيخرج من ذريته غلاما، يكون هلاك ملك مصر على يديه، وذلك بعد أن أذاه ملك مصر في زوجته سارة[2].
وقيل: إن السبب رؤيا رآها الملك من أن نارا أقبلت من نحو بيت المقدس, فأحرقت دور مصر جميعا وسكانها، ولم تضر بني إسرائيل، فأوَّلَها المعبرون بغلام إسرائيلي يولد، يدمر ملك فرعون مصر[3]. [1] تاريخ الطبري ج1 ص387. [2] البداية والنهاية ج1 ص237. [3] الكامل ج1 ص170.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 265