responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دستور الأخلاق في القرآن المؤلف : دراز، محمد بن عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 626
قد حكى على لسان المسلمين هذه المقالة الدالة على الإيمان: {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [1] فإن هذا النفي ينبغي ألا يتوجه فقط إلي الفرق المتعلق بحدث الإيمان، أعني "الاعتقاد ببعضهم، والإنكار لآخرين منهم"، كما تدل عليه الآية الكريمة: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا، أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [2], بل ينبغي أن ينصرف أيضًا إلى كل تفرقة تتجلى في تقدير يضفى على بعضهم، ويحرم منه آخرون.
ومن هنا، فيما نعتقد كان موقف القرآن، في أنه لم يتبع الترتيب التاريخي، فهو لا يسير على أي نظام محدد في تعداد الأنبياء، بحيث إن نفس الاسم، المنسوب إلى نفس المجموعة، لا يظهر دائمًا في نفس الموضع، على هذه القائمة.
وفي رأينا أننا حين نقرأ أسماءهم في أنساق متنوعة، فإن الهدف من ذلك إزالة الوهم بأن بينهم تدرجًا في المقام ثبت لهم جميعًا مرة واحدة، وقد يعد ذريعة إلى موقف غير مناسب حيال بعض منهم، أيًّا كان.
"ومشكلة أخرى أيضًا" هي مشكلة معرفة ما إذا كانت "القداسة" يمكن أن توجد مع "المعصية"؟ عن هذا السؤال يمكن أن نجيب بنعم، وبلا، تبعًا للتعريفات التي تعطى للكلمات.
فإذا كان المقصود بكلمة "معصية" معناها العادي، الذي يتمثل في عصيان متعمد، فلا مرية في أنه لا يمكن أن تكون موضوع حديث بالنسبة

[1] البقرة: 285.
[2] النساء: 149-150.
اسم الکتاب : دستور الأخلاق في القرآن المؤلف : دراز، محمد بن عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 626
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست