روى البخاري عن عائشة قالت: «كانت يمين رسول الله: لا ومقلب القلوب» ، وفي هذا الإيذان منه تعالى بأنه أملك لقلوبنا منا إثر الأمر لنا بالاستجابة: إنذار وتحذير من التولي عن شرع الله وعدم الاستجابة له ولرسوله، وإعلام بأن عدم الانقياد وعدم الاستجابة من عوامل الحيلولة بين المسلم والاستقامة؛ بينه وبين معالم الحق، بينه وبين ما يشتهى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5] فاتقوا الله عباد الله وراقبوه فإن مصيركم ومرجعكم إليه تعالى، وسيجازى المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، فإما جنة عرضها السموات والأرض أعدّت لمن استجاب وإما نار تلظى وعذاب أليم وسوء حساب لمن لا يستجيب.
يقول سبحانه وقوله الحق {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [الرعد: 18]
أقول قولي هذا، وأسأل الله سبحانه أن يمنّ علينا بالاستجابة له ولرسوله، وبالثبات على ما يرضيه إلى أن نلقاه تعالى، وأن يغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، إنه غفور رحيم [1] . [1] انظر أحاديث الجمعة لفضيلة الشيخ عبد الله بن حسن القعود 2 / 127.