responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهة مشكلاته المؤلف : الشربينى، زكريا    الجزء : 1  صفحة : 45
سابعا: اللغة وعملية التنشئة الاجتماعية:
لا تستطيع عملية التنشئة الاجتماعية أن تحقق هدفها دون اللغة. فالكلمات رموز أو علامات تشير إلى أشياء في مواقف معينة وتحمل معاني الأشياء في تلك المواقف، وعن طريق هذه الرموز يستطيع الفرد أن يستجيب للأشياء حتى في حالة عدم وجودها في مجاله الحسي المباشر، وعن طريق اللغة يتمكن الفرد من تحديد سلوكه سلفا بالنسبة للمواقف المستقبلية، وهذا هو أساس عملية التفكير. فاللغة سلوك لفظي يرتبط بمواقف واقعية يواجهها الطفل في حياته اليومية ويسلك نحوها سلوكا معينا، ويمكن باستخدام اللغة نقل ما تحمله الألفاظ من معاني من موقف إلى آخر، أي يمكن تعميمها وتعميم سلوك الطفل نحو المواقف المتشابهة.
فاكتساب الطفل لكلمة واستدعاؤها قد يقوم مقام الأم في توجيه أو ضبط سلوكه، أي إنه باكتسابه للكلمة يسلك سلوكا يتمشى مع اتجاه الأم أو النموذج. وهذا يساعد على نمو ما يسمى بالقدرة على الضبط الذاتي Self Control.
وعندما يقوم الطفل بأدوار الآخرين كما سبق أن ذكرنا وبالتعبير عن اتجاهاتهم بأسلوبه يستخدم اللغة، ومن ثم تكون ذات الطفل.
والكبار يكون في استطاعتهم باستخدام اللغة أن ينقلوا إلى الطفل معاني المواقف المختلفة التي يواجهها في حياته وكذا عند توجيهه ذلك لأن الكبار يستطيعون باستخدام ألفاظ لها دلالات أو معان خاصة من خبرات سابقة أن يكونوا عند الطفل اتجاهات سلوكية معينة بالنسبة للمواقف التي لم يخبرها الطفل.
وباختصار فإن اللغة تهيئ الفرد للقيام بدوره الاجتماعي خير قيام بفهمه بداية للمعايير المشتركة التي تمثل القدر المشترك الذي يبني عليه التفاعل والتأثير والتأثر وبفهمه للأدوار الاجتماعية، فضلا عن أنها أداة الفرد للتعبير عن مشاعره وحاجاته. وهذا ما يدفعنا إلى القول بأن اللغة أداة تصبغ الفرد بالصبغة الاجتماعية القائمة على تبادل الحوار وفهمه، وإقامة علاقات اجتماعية تتسم بالعمق.

اسم الکتاب : تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهة مشكلاته المؤلف : الشربينى، زكريا    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست