اسم الکتاب : تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهة مشكلاته المؤلف : الشربينى، زكريا الجزء : 1 صفحة : 33
ونعود من جديد الآن لنكرر بعد عرض هذه النظريات، أن كلا منها ليس كافيا لتفسير عملية التنشئة الاجتماعية، وأن التكامل بين هذه النظريات في تفسير تلك العملية، أهم وأجدى، مع عدم إهمال دور العوامل الثقافية والاجتماعية في تفسير تلك العملية وبخاصة أننا نعلم أن التنشئة ميكانيزم لنقل دعائم الثقافة. وهذا ما دعا "سويف" إلى أن يرى كل طفل إنساني يدخل مجتمعه وهو موضع اهتمام سابق على قدومه إلى الحياة. فإن هذا الاهتمام السابق على وجود الطفل له دوره في تحديد إجراءات التنشئة التي سوف يتلقاها مع مراعاة أن المتلقي كائن بشري يحمل في طياته عددا من المحددات الجبلية الولادية التي تضع قيودا على حرية فعل البيئة الاجتماعية، وأنه يحمل في أعماقه تاريخ خبراته الذاتية التي تشكل إرجاع استجاباته لأنماط التربية والمتغيرات والظروف الثقافية الاجتماعية المحيطة به. وهذا ما يجعلنا أمام شخصيات تختلف فيما بينها رغم اتفاق مطالب البيئة الثقافية والاجتماعية.
رابعا: عمليات تحدث أثناء تنشئة الطفل:
مما سبق يتضح أن التنشئة الاجتماعية تشير إلى العملية التي ينمو من خلالها الفرد ليكون كائنا اجتماعيا أو يكتسب الحساسية للمنبهات الاجتماعية ويتعلم السير في إطارها، ويسلك مثل الآخرين في جماعته أو ثقافته. إنها عملية كينونة اجتماعية.
إن تفسير ذلك الأمر يعتمد على عدد شبه محدود من العمليات الأساسية التي يمكن بلورتها على النحو التالي:
الاستدخال Internalization Externalization الاستخراج
الاتكالية Dependene Attacment التعلق "بوسيط"
التقليد Imitation Identification التوحد "مع مثال"
لعب الأدوار Role playin Self concept تكوين مفهوم الذات
وكل عملية من العمليات السابقة تنطوي على شكل من أشكال التعلم الاجتماعي، ومن هذه الأشكال التعلم بالاقتران Associative Learning الذي
اسم الکتاب : تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهة مشكلاته المؤلف : الشربينى، زكريا الجزء : 1 صفحة : 33