اسم الکتاب : تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهة مشكلاته المؤلف : الشربينى، زكريا الجزء : 1 صفحة : 304
وفي مرحلة المهد "حتى سن ستة أشهر" يخاف الأطفال من أي صوت أو حركة مفاجئة. ثم بدءا من 8 أشهر يتكون عند الأطفال الخوف من الناس، أما ما بين 9 إلى 24 شهرا فإن الخوف الشائع يكون في البعد عن الآباء، أو الاختفاء بالملابس، وفي هذه السن يبدأ انزعاج الطفل من الحفاضات المبللة أو غير الناعمة، ويبدأ الآباء في وضعهم في الفراش بينما هم لم يناموا بعد. وما بين 24-48 شهرا يأتي خوف الأطفال من الأسباب التخيلية الوهمية أكبر من الأسباب الواقعية.
ومن أكثر أنواع الخوف شيوعا هو الظلام والمخلوقات الوهمية والكلاب والوحدة ولا تندهش إذا رأيت الطفل يتخيل نفسه ذا ثلاث عيون أو يأخذ شكل مخلوق متوحش.
وخلال السنة الخامسة أو السادسة فإن الخوف الشائع يكون من المدرس، والمرض، والنار، والرعد، والبرق، والحشرات والقذرات.
وهناك أنواع كثيرة من الخوف تختفي بسرعة، وهناك أنواع أخرى قد تظل مع الطفل. لذلك يجب العلاج غير الآجل. ويتم نجاح عملية التداخل والتعامل مع مصدر الخوف بعناية في أكثر من 80% من الأطفال المصابين بالفوبيا. وكانت نتيجة العلاج طيبة جدا.
2- لماذا تتطور هذه الأنواع من الخوف؟
التجارب السابقة التي قام بها Pavlov أوضحت أن معظم الطرق لهذا التطور من خلال الاقتران. فمثلا إذا أعقبنا كل جرس يسمعه حيوان معين بصدمة كهربية، نجد أن الحيوان بعد فترة يفزع من صوت الجرس. وبنفس الطريقة إذا دأب الآباء على ترك أطفالهم في الظلام فإن الطفل سيفزع بمجرد وضعه في الفراش لأن هذا مصحوب دائما بتركه وحيدا في الظلام.
وهناك طرق أخرى لتطور حالات الخوف والفوبيا وبعضها يكون مزمنا وكما نتعلم القيم والأدب والمثل العليا من الآباء والأصدقاء فيمكن أيضا تعلم الخوف عن طريقهم. فنحن نرى ونسمع ونقرأ عن الحوادث السيئة التي تحدث في حمامات السباحة، فهناك من غرق أو أصيب أثناء اللعب، فالأطفال يرون ردود أفعالنا تجاه هذه الأخبار ويلتقطون قلقنا من طريقة تحذيرنا الدائم لهم. فإذا رأى والداته تضع أصبع قدمها في الماء ثم ترجع وهي ترتعش من الخوف قائلة "مش ممكن" فلن يسعى الطفل أبدا بالقفز في المياه.
والمطلوب هنا:
أولا: عدم مناقشة الحوادث المفزعة أمام الأطفال.
ثانيا: عدم إظهار الخوف أمامهم من أي شيء على قدر المستطاع.
اسم الکتاب : تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهة مشكلاته المؤلف : الشربينى، زكريا الجزء : 1 صفحة : 304