اسم الکتاب : تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهة مشكلاته المؤلف : الشربينى، زكريا الجزء : 1 صفحة : 168
تاسعا: الخدم والبشكار والمربيات
مما يلون الحياة العاطفية للأطفال داخل الأسرة وجود الخدم أو البشاكير، والحاضنات والمربيات، وذلك إذا افترضنا دخول الأطفال في علاقات مع واحد من هؤلاء، فربما خلا المنزل من مثل هؤلاء.
والخدم من الذكور والإناث هم الأشخاص الذين يتم الاستعانة بهم في المنازل لأداء خدمات مثل التنظيف أو الطبخ، وإن كانت الخادمات كثيرا ما يجدن أنفسهن في ظروف تجعل من اختصاصهن رعاية الأطفال بالإضافة إلى أشغال المنزل.
وإذا كان مصطلح الخادم قد انتشر في البلاد العربية الإفريقية حتى المغرب العربي وبعض دول آسيا، إلا أن بعض دول الخليج مثل الإمارات تطلق مسمى بشكار على الخدم الإيرانيين بيض البشرة الذين استمر وجودهم هناك حتى قرب الخمسينيات من هذا القرن، وكانت هذه الفئة تقوم بعمل القهوة وصبها في المجالس ويبيعون في المحلات ولا يطبخون ولا يقومون بالأعمال المنزلية مثل النظافة والكنس.
وكلمة بشكار من أصل فارسي، وتنقسم إلى "بيش" وتعني "أمام" و"كار" وتعني "عمل" وتكون في مجملها "داخل أو أمام العمل" وجمعها بشاكير. ويذكر فالح حنظل أنها تعني "الخادم في البيت".
أما الحضانة فهي الأم الاجتماعية للطفل، ويعهد إليها بالطفل داخل الأسرة أو خارجها، فقد تكون مرضعا أو غير مرضع حسب مؤهلاتها وحسب المرحلة التي وكلت فيها حضانة الطفل، وأحيانا توظف داخل الأسرة للعناية بالطفل في كافة النواحي حتى مع وجود الأم، وأحيانا تستقدم فقط في حالة وفاة الأم.
والمربية: أنثى تأني لتربية الطفل ومراعاة تقويم سلوكه، وتنشئته على النحو المراد، وكذا تعليمه في مراحل حياته الأولى.
وربما تتقارب هذه المفاهيم عندما تختلط أدوار هؤلاء، نقصد الخادمة والبشكيرة والحاضنة، والمربية، وفيما يخص ما يعهد إلى الواحدة منهن من دور تربوي، فقد يكون دورا عابرا وحسب ظروف سيدة المنزل "أم الطفل" من كونها تقضي اليوم خارج المنزل أو داخله، أو مدى انشغالها داخل المنزل من عدمه ومهما يكن الأمر فإن الطفل يدخل في علاقة ما مع الخادمة أو المربية، سواء مع توافر تام لعلاقته بأمه أو توافر جزئي، ويتم ذلك يوميا سواء في غياب الأم أو في وجودها. وعبر هذه العلاقة يحدث التأثير المرتقب في تنشئة الطفل. وربما وصل
اسم الکتاب : تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهة مشكلاته المؤلف : الشربينى، زكريا الجزء : 1 صفحة : 168