اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 87
ذكر تلبيسه عَلَى الرافضة
قال المصنف: وكما لبس إبليس عَلَى هؤلاء الخوارج حتى قاتلوا عَلِيّ بْن أبي طالب حمل آخرين عَلَى الغلو فِي حبه فزادوه عَلَى الحد فمنهم من كان يَقُول هو الآله ومنهم من يَقُول هو خير من الأنبياء ومنهم من حمله عَلَى سب أبي بَكْر وعمر حتى إن بعضهم كفر أبا بَكْر وعمر إِلَى غير ذلك من المذاهب السخيفة التي يرغب عَنْ تضييع الزمان بذكرها وإنما نشير إِلَى بعضها.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَن بْن مُحَمَّدٍ نا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن ثابت قَالَ حدث أَبُو يعقوب إِسْحَاق بْن مُحَمَّد النخعي عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عائشة وأبي عثمان المازني وغيرهما وسمعت عَبْد الْوَاحِد بْن عَلِيّ بْن برهان الأسدي يَقُول إِسْحَاق بْن مُحَمَّد النخعي الأحمر كان يَقُول إن عليا هو اللَّه تعالى اللَّه عَنْ ذلك علوا كبيرا وبالمدائن جماعة من الغلاة يعرفون بالإسحاقية.
عُبَيْد ثنا عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مبشر ثنا أَحْمَد بْن سنان ثنا إِسْحَاق بْن يوسف الأزرق عَنْ الأعمش عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أبي أوفى وقال سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: "الْخَوَارِجُ كلاب أهل النار" فصل قال المصنف ومن رأي الخوارج أنه لا تختص الإمامة بشخص إلا أن يجتمع فيه العلم والزهد فَإِذَا اجتمعا كان إماما نبطيا[1] ومن رأى هؤلاء أحدث المعتزلة فِي التحسين والتقبيح إِلَى العقل وأن العدل مَا يقتضيه ثم حدث القدرية فِي زمن الصحابة وصار معبد الجهني وغيلان الدمشقي والجعد بْن درهم إِلَى القول بالقدر ونسج عَلَى منوال معبد الجهني واصل بْن عطاء وانضم إليه عمرو بْن عُبَيْد وفي ذلك الزمان حدثت سنة المرجئة حين قالوا لا يضر مَعَ الإيمان معصية كَمَا لا ينفع مَعَ الكفر طاعة ثم طالعت المعتزلة مثل أبي الهذيل العلاف والنظام ومعمر والجاحظ كتب الفلاسفة فِي زمان الْمَأْمُون واستخرجوا منها مَا خلطوه بأوضاع الشرع مثل لفظ الجوهر والعرض والزمان والمكان والكون وأول مسألة اظهروها القول بخلق القرآن وحينئذ سمي هَذَا الفصل فصل علم الكلام وتلت هذه المسألة مسائل الصفات مثل العلم والقدرة والحياة والسمع والبصر فَقَالَ قوم هي معاني زائدة عَلَى الذات ونفتها المعتزلة وقالوا عالم لذاته قادر لذاته وكان أَبُو الْحَسَنِ الأشعري عَلَى مذهب الجبائي ثم انفرد عنه إِلَى مثبتي الصفات ثم أخذ بعض مثبتي الصفات فِي اعتقاد التشبيه وإثبات الانتقال فِي النزول والله الهادي لما يشاء. [1] النبطي: نسبة إلى النبط بفتحتين أخلاط الناس وأوباشهم.
اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 87