اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 88
ينسبون إليه قَالَ الخطيب ووقع إلي كتاب لأبي مُحَمَّد الْحَسَن بْن يَحْيَى النوبختي من تصنيفه فِي الرد عَلَى الغلاة وكان النوبختي هَذَا من متكلمي الشيعة الأمامية فذكر أصناف مقالات الغلاة إِلَى أن قَالَ وَقَدْ كان ممن جرد الجنون فِي الغلو فِي عصرنا إِسْحَاق بْن مُحَمَّد المعروف بالأحمر كان يزعم أن عليا هو اللَّه عز وجل وأنه يظهر فِي كل وقت فهو الْحَسَن فِي وقت وكذلك هو الْحُسَيْن وَهُوَ الذي بعث محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال المصنف: قلت وَقَد اعتقد جماعة من الرافضة أن أبا بَكْر وعمر كانا كافرين وقال بعضهم ارتدا بعد موت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنهم من يَقُول بالتبريء من غير علي وَقَدْ روينا أن الشيعة طالبت زيد بْن عَلِيّ بالتبريء ممن خالف عليا فِي إمامته فامتنع من ذلك فرفضوه فسموا الرافضة ومنهم طائفة يقال لها الجناحية وهم أصحاب عَبْد اللَّهِ بْن مُعَاوِيَة بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَر ذي الجناحين يقولون إن روح الإله دارت فِي أصلاب الأنبياء والأولياء إِلَى أن انتهى إِلَى عَبْد اللَّهِ وأنه لم يمت وَهُوَ المنتظر ومنهم طائفة يقال لها الغرابية يثبتون شركة علي فِي النبوة وطائفة يقال لها المفوضة يقولون إن اللَّه عز وجل خلق محمدا ثم فوض خلق العالم إليه وطائفة يقال لها الذمامية يذمون جبريل ويقولون كان مأمورا بالنزول عَلَى علي فنزل عَلَى مُحَمَّد ومنهم من يَقُول أن أبا بَكْر ظلم فاطمة ميراثها وَقَدْ روينا عَن السفاح أنه خَطَبَ يوما فقام رجل من آل علي رَضِيَ اللَّهُ عنه فَقَالَ يا أمير المؤمنين أعدني عَلَى من ظلمني قَالَ ومن ظلمك قَالَ أنا من أولاد علي رَضِيَ اللَّهُ عنه والذي ظلمني أَبُو بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عنه حين أخذ فدك من فاطمة قَالَ ودام عَلَى ظلمكم قَالَ نعم قَالَ ومن قَامَ بعده قَالَ عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ ودام عَلَى ظلمكم قَالَ نعم ومن قَامَ بعده قَالَ عثمان رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ ودام عَلَى ظلمكم قَالَ نعم قَالَ ومن قَامَ بعده فجعل يلتفت كذا وكذا ينظر مكانا يهرب إليه.
قال ابْن عقيل الظاهر أن من وضع مذهب الرافضة قصد الطعن فِي أصل الدين والنبوة وذلك أن الذي جاء به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر غائب عنا وإنما نثق فِي ذلك بنقل السلف وجودة نظر
اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 88