اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 247
استحييت فقلت لَهُ مَا كان ذلك الذنب فَقَالَ مر بي غلام حسن الوجه فنظرت إليه وقد روى نحو هذه الحكاية عَنْ أبي عَبْد اللَّهِ الزراد أنه رؤي فِي المنام فَقِيلَ لَهُ مَا فعل اللَّه بك قَالَ غفر لي كل ذنب أقررت به فِي الدنيا إلا واحدا فاستحييت أن أقر به فوقفني فِي العرق حتى سقط لحم وجهي فَقِيلَ لَهُ مَا الذنب فَقَالَ نظرت إِلَى شخص جميل وقد بلغنا عَنْ أبي يعقوب الطَّبَرِيّ أنه قَالَ كان معي شاب حسن الوجه يخدمني فجاءني إنسان من بغداد صوفي فكان كثير الالتفات إِلَى ذلك الشاب فكنت أجد عَلَيْهِ لذلك فنمت ليلة من الليالي فرأيت رب العزة فِي المنام فَقَالَ يا أبا يعقوب لم لم تنهه وأشار إِلَى البغدادي عَنِ النظر إِلَى الأحداث فوعزتي أني لا أشغل بالأحداث إلا من باعدته عَنْ قربي قَالَ أَبُو يعقوب فانتبهت وأنا أضطرب فحكيت الرؤيا للبغدادي فصاح صيحة ومات فغسلناه ودفناه واشتغل عَلَيْهِ قلبي فرأيته بعد شهر فِي النوم فقلت لَهُ مَا فعل اللَّه بك قَالَ وبخني حتى خفت أن لا أنجوا ثم عفا عني قلت إنما مددت النفس يسيرا فِي هَذَا الباب لأنه مَا تعم به البلوى عند الأكثرين فمن أراد الزيادة فيه وفيما يتعلق بإطلاق البصر وجميع أسباب الهوى فلينظر فِي كتابنا المسمى بذم الهوى ففيه غاية المراد من جميع ذلك.
ذكر تلبيس إبليس عَلَى الصوفية فِي ادعاء التوكل وقطع الأسباب وترك الاحتراز فِي الأموال.
أَخْبَرَنَا المحمدان بْن ناصر وابن عَبْد الباقي بإسناد عَنْ أحمد بْن أبي الحواري قَالَ سمعت أبا سُلَيْمَان الداراني يَقُول لو توكلنا عَلَى اللَّه تعالى مَا بنينا الحيطان ولا جعلنا لباب الدار غلقا مخافة اللصوص وبإسناد عَنْ ذي النون المصري أنه قَالَ سافرت سنين وما صح لي التوكل إلا وقتا واحدا ركبت البحر فكسر المركب فتعلقت بخشبة من خشب المركب فقالت لي نفسي إن حكم اللَّه عليك بالغرق فما تنفعك هذه الخشبة فخليت الخشبة فطفت عَلَى الماء فوقعت عَلَى الساحل.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد قَالَ سألت أبا يعقوب الزيات عَنْ مسألة فِي التوكل فأخرج درهما كان عنده ثم أجابني فأعطى التوكل حقه ثم قَالَ استحييت أن أجيبك وعندي شيء وذكر أَبُو نصر السراج فِي كتاب اللمع قَالَ جاء رجل إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن الجلاء فسأله عَنْ مسألة فِي التوكل وعنده جماعته فلم يجبه ودخل البيت فأخرج اليهم صرة فيها أربعة دوانق فَقَالَ اشتروا بهذه شيئا ثم أجاب الرَّجُل عَنْ سؤاله فَقِيلَ لَهُ فِي ذلك فَقَالَ استحييت من اللَّه تعالى أن أتكلم فِي التوكل وعندي أربعة
اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 247