اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 246
حذائي فأجلسه من خلفه وبإسناد عَنْ أبي إمامة قَالَ وكنا عند شيخ يقرىء فبقي عنده غلام يقرأ عَلَيْهِ فردت الانصراف فأخذ بثوبي وقال أصبر حتى يفرغ هَذَا الغلام وكره أن يخلو مَعَ هَذَا الغلام وبإسناد عَنْ أبي الروزباري قَالَ قَالَ لي أَبُو العباس أَحْمَد المؤدب يا أبا علي من أين أخذ صوفية عصرنا هَذَا الأنس بالأحداث فقلت لَهُ يا سيدي أنت بهم أعرف وَقَدْ تصحبهم السلامة لي كثير من الأمور فَقَالَ هيهات قد رأينا من كان أقوى إيمانا منهم إذا رأى الحدث قد أقبل فر كفرارة من الزحف وإنما ذلك حسب الأوقات التي تغلب الأحوال عَلَى أهلها فتأخذها عَنْ تصرف الطباع مَا أكثر الخطر ما أكثر الغلط.
فصل: وصحبة الأحداث وصحبة الأحداث أقوى حبائل إبليس التي يصيد بِهَا الصوفية أَخْبَرَنَا ابْن ناصر عَنْ أبي عَبْدُ الرَّحْمَنِ السلمي قَالَ سمعت أبا بَكْر الرازي يَقُول قَالَ يوسف بْن الْحُسَيْن نظرت فِي آفات الخلق فعرفت من أين أتوا ورأيت آفة الصوفية فِي صحبة الأحداث ومعاشرة الأضداد والرفاق والنسوان وبإسناد عَنْ ابْن الفرج الرستمي الصوفي يَقُول رأيت إبليس فِي النوم فقلت لَهُ كيف رأيتنا أعرضنا عَنْ الدنيا ولذاتها وأموالها فليس لك إلينا طريق فَقَالَ كيف رأيت مَا اشتملت به قلوبكم باستماع الغناء ومعاشرة الأحداث وبإسناد عَنِ ابْن سَعِيد الخراز يَقُول رأيت إبليس فِي النوم يمرغني ناحية فقلت تعال فَقَالَ أيش أعمل بكم أنتم طرحتم عَنْ نفوسكم مَا أخادع به الناس قلت مَا هو قَالَ الدنيا فلما ولى التفت إلي فَقَالَ غير أن فيكم لطيفة قلت وما هي قَالَ صحبة الأحداث قَالَ أَبُو سَعِيد وقل من يتخلص منها من الصوفية.
فصل: في عقوبة النظر إِلَى المردان عَنْ أبي عَبْد اللَّهِ بْن الجلاء قَالَ كنت أنظر إِلَى غلام نصراني حسن الوجه فمر بي أَبُو عَبْد اللَّهِ البلخي فَقَالَ أيش وقوفك فقلت يا عم أما ترى هذه الصورة كيف تعذب بالنار فضرب بيده بين كتفي وقال لتجدن غبها ولو بعد حين قَالَ فوجدت غبها بعد أربعين سنة أن أنسيت القرآن وبإسناد عَنْ أبي الأديان وقال كنت مَعَ أستاذي وأبي بَكْر الدقاق فمر حدث فنظرت إليه فرآني أستاذي وأنا أنظر إليه فَقَالَ يا بني لتجدن غبة ولو بعد حين فبقيت عشرين سنة وأنا أراعي فما أجد ذلك الغب فنمت ذات ليلة وأنا مفكر فيه فأصبحت وَقَدْ أنسيت القرآن كله وعن أبي بَكْر الكتاني قَالَ رأيت بعض أصحابنا فِي المنام فقلت مَا فعل اللَّه بك قَالَ عرض علي سيئاتي وقال فعلت كذا وكذا فقلت نعم ثم قَالَ وفعلت كذا وكذا فاستحييت أن أقره فقلت إني أستحي أن أقر فَقَالَ إني غفرت لك بما أقررت فكيف بما
اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 246