responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 214
بإنشاد الشعر وما مثله إلا كمثل من قَالَ يجوز أن يضرب بالكف عَلَى ظهر العود فجاز أن يضرب بأوتاره أَوْ قَالَ يجوز أن يعصر العنب ويشرب مِنْهُ فِي يومه فجاز أن يشرب مِنْهُ بعد أيام وَقَدْ نسي أن إنشاد الشعر لا يطرب كَمَا يطرب الغناء وقد أَنْبَأَنَا أَبُو زرعة بْن مُحَمَّد بْن طاهر عَنْ أبيه قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد التميمي قَالَ سألت الشريف أبا عَلِيّ بْن أبي مُوسَى الهاشمي عَنْ السماع فَقَالَ مَا أدري مَا أقول فيه غير أني حضرت ذات يوم شيخنا أبا الْحَسَن عَبْد الْعَزِيز بْن الحارث التميمي سنة سبعين وثلاثمائة فِي دعوة عملها لأصحابه حضرها أَبُو بَكْر الأبهري شيخ المالكيين وأبو القاسم الداركي شيخ الشافعيين وأبو الْحَسَن طاهر بْن الْحُسَيْن شيخ أصحاب الحديث وأبو الْحُسَيْن ابْن شمعون شيخ الوعاظ والزهاد وأبو عَبْد اللَّهِ بْن مجاهد شيخ المتكلمين وصاحبه أَبُو بَكْرِ بْنُ الباقلاني فِي دار شيخنا أبي الْحَسَن التميمي شيخ الحنابلة فَقَالَ أَبُو علي لو سقط السقف عليهم لم يبق بالعراق من يفتي فِي حادثة بسنة ومعهم أَبُو عَبْد اللَّهِ غلام وكان يقرأ القرآن بصوت حسن فَقِيلَ لَهُ قل شيئا فَقَالَ وهم يسمعون:
خطت أناملها فِي بطن قرطاس ... رسالة بعبير لا بأنفاس
أن زِرّ فديتك قف لي غير محتشم ... فَإِن حبك لي قد شاع فِي الناس
فكان قولي لمن أدى رسالتها ... قف لي لأمشي عَلَى العينين والرأس
قال أَبُو علي فبعدما رأيت هَذَا لا يمكنني أن أفتي فِي هذه المسألة بحظر ولا إباحة.
قَالَ المصنف رحمه اللَّه: وهذه الحكاية إن صدق فيها مُحَمَّد بْن طاهر فَإِن شيخنا ابْن ناصر الْحَافِظ كان يَقُول ليس مُحَمَّد بْن طاهر بثقة حملت هذه الأبيات عَلَى أنه أنشدها لا أنه غنى بِهَا بقضيب ومخدة إذ لو كان كذلك لذكره ثم فيها كلام مجمل قوله لا يمكنني أن أقول فيها بحظر ولا أباحة لأنه ان كان إن كان مقلدا لهم فينبغي أن يفتي بالإباحة وإن كان ينظر فِي الدليل فيلزمه مَعَ حضورهم أن يفتي بالحظر ثم بتقدير صحتها أفلا يكون إتباع المذهب أولى من إتباع أرباب المذاهب وقد ذكرنا عَنْ أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رضوان اللَّه عليهم أجمعين مَا يكفي فِي هَذَا وشيدنا ذلك بالأدلة وقال ابْن طاهر فِي كتابه باب إكرامهم للقوال وإفرادهم الموضع لَهُ واحتج بأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رمى بردة كانت عَلَيْهِ إِلَى كعب بْن زهير لما أنشده بانت سعاد وإنما ذكرت هَذَا ليعرف قد رفقه هذ الرجل واستباطه وإلا فالزمان أشرف من أن يضيع بمثل هَذَا التخليط وأنبأنا أَبُو زرعة عَنْ أبيه مُحَمَّد بْن طاهر نا أَبُو سَعِيد إسماعيل بْن مُحَمَّد الحجاجي ثنا

اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست